الرابع: الهداية، قال الله تعالى:(وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى) أي: يزعمون مع قبح فعلهم أنهم على الهداية، وجاء في التفسير أن الْحُسْنَى هاهنا اليقين.
والمراد تصف ألسنتهم أن لهم الْحُسْنَى بدل، أي: اليقين، وهم كاذبون في ذلك، أي: هم في شك أو شبهة وإن بدل من الكذب المعنى، وتصف ألسنتهم أن لهم الْحُسْنَى، وذلك الكذب (لا جرم أن لهم النار) رد لقولهم المعني جرم فعلهم هذا أن لهم النار، أي: الكسب، والجرم الكسب.
وقال قطرب:(أنَّ) في موضع رفع، والمعنى وجب أن لهم النار، وأنهم مفرطون مقدمون للنار، وقرئ (مُفرَطُونَ) بفتح الراء مع التشديد، أي: متروكون كأنهم جعلوا مقدمين إلى العذاب متروكين فيه، وقرئ (مُفْرِّطُونَ) بكسر الراء وتشديده أي: فرطوا في الدنيا