وشرح الحلال والحرام، وسمي ذلك حكمة؛ لأنه يمنع من الوقوع في المحظور، ومثله:(وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ).
الثاني: الفهم والعلم، قال الله:(وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ) وقال: (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) يعنى الحكمة، وهو الفهم والعلم والحكمة والحكم سواء، وهو مثل العذر والعذرة، والقل والقلة، والنحل والنحلة، وهي العطية والخير والخيرة.
ومثله:(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ) يعني: الفهم، وقال:(آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا) ويجوز أن يكون الحكم هنا القضاء، أي: جعله قاضيا بين الناس، وقال:(وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) أي: علمناه الخط، يقال: كتب كتابا، والحكمة: ما أجري على لسانه من الكلم الداعية إلى الرشد الزاجرة عن الغي، وقيل: الحكمة هنا الشرائع.
الثالث: النبوة، قال:(فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) يعني: النبوة، ومثله:(وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ) يعني: النبوة، والفصل الذي ينفصل به بين المتخاصمين، وقيل: فصل الخطاب هو أما بعد وداود أول من قاله، والأول الوجه. ومثله:(وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ) أي: النبوة، أي: آتى الله داود الملك والحكمة بعد قتل جالوت، فدل على أن ملك جالوت انتقل إلى داود بعد قتله جالوت أو بعد موت طالوت.
الرابع: تفسير القرآن، قال:(وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) قالوا: يعنى العلم بتفسير القرآن، ويجوز أن تكون الحكمة القرآن نفسه، ومصداق ذلك قوله تعالى:(ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ).
ويجوز أن تكون النبوة والشاهد قوله:(فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) ويجوز أن يكون العلم والأصالة كقوله: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ......