للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خطئا: ركبا ذنبا، وحاب من الحوب، وهو الذنب المزجور عنه مأخوذ من قولهم في زجر الإبل [حَوْبِ حَوْبِ].

وجاء في القرآن على ثلاثة أوجه:

الأول: الذنب المتعمد دون الشرك، قال: (اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ).

الثاني: الشرك، قال: (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) أي مشركين.

الثالث: ما لم يتعمد من الذنوب، قال تعالى: (لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) وقال: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً).

وقيل: هو استثناء منقطع، كأنَّه قال: لكن إن فتله خطأ فحكمه كيت وكيت، وقيل: هو استثناء صحيح وهو أن له أن يقتله في بعض الأحوال إذا رأي عليه سيماء المشركين، وهو خطأ.

وقيل: (إلا) بمعنى (الواو)، أي: ولا خطأ، وليس بشيء، وقيل: هو استثناء صحيح، لأن الآية قد أفادت إيجاب العقاب على قاتله، ثم قال: (إِلَّا خَطَأً)، فإنه لا عقاب عليه، فاستثني من هذا المعنى، وقوله: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا) يعنى: أن من أخطأ خطأ يجب فيه العزم أو يعمد إثما فيه عار فرمى غيره بذلك ليغرمه أو يلحق به عاره، فقد احتمل الكذب أو الباطل: وقد مضى تفسير البهتان

<<  <   >  >>