للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرابع: القرآن، قال: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ) ويجوز أن يكون المراد ما يرزقهم الله من نعمة وسعة.

الخامس: بمعنى أفضل، قال الله: (وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) ومثله: (خَيْرُ الرَّازِقِينَ) و: (خَيْرُ الحاكِمِينَ) وخير وشر يجيئان بمعنى أفعل، ولا يقال: أخير ولا أشر.

السادس: النعمة، قال الله: (وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ) يعني: بنعمة وعافية.

السابع: المنفعة، قال: (لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ) يعني: في ظهورها وألبانها.

الثامن: الطعام، قال: (إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ).

التاسع: الظفر في القتال، قال الله: (لَم يَنَالُوا خَيرًا) أي: ظفرا ولا غنيمة.

العاشر: الهدى والبيان، قال الله: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا) أي: بيانا وهدى، والمراد القرآن، وخرج لنا وجه آخر، وهو الخير بمعنى الكفاية، قال الله: (مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ) أي: كفابة، وأنت تقول: فلان فى خير أي: في كفاية ونشبع القول في ذلك في باب القاف إن شاء الله.

ومما يجري مع هذا الباب الكلام في الاختيار والإيثار، فالاخيار إرادة الشيء بدلا من غيره، والإيثار مثل الاخيار؛. إلا أنه قيل في قوله: (لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا) أي: قدم اختيارك علينا، فكان الإيثار وهو الاختيار المقدم؛ ولا يكون أيضا إيثار شيء إلا على شيء

<<  <   >  >>