للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتضمن معنى الحفظ. وقوله: (وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) وقال: (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا).

الثالث: الوحي، قال: (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ) أي: بالوحي، و: (مِن أمرِه) أي: بأمره، وبعض حروف الصفات يقوم مقام بعض؛ إذا لم يشكل المعنى، ويجوز أن يكون المعنى أن ابتداء تنزيله من أمر الله، و (مِن) لابتداء الغاية، أي: حين أمرهم به نزلوا.

الرابع: عيسى - عليه السلام -، قال اللَّه: (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ) وسماه روحا وكلمة؛ لأن الناس ينتفعون به كانتفاعهم بكلام اللَّه، وكانتفاعهم بالروح، وقال بعضهم: قال: (بِرُوحٍ مِنْهُ)؛ لأنه خلقه من غير شر، ولا أعرف ما هذا.

الخامس: خلق يرون الملائكة ولا يرونهم كما يرانا الملائكة، ولا نراهم، وهو المعنى بقوله: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)، هكذا جاء عن بعض المفسرين، ويجوز أن يكون معناه الروح الذي بحياته الحيوان، وهو يذكر ويؤنث، وقال: (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) ولم يبين لهم كيفية ذلك؛ لأنَّهُم كانوا توافقوا على أن يردوا كل ما يقول فيه، فأجابهم بما لا يمكنهم رده، فقال: هو من أمر ربي.

السادس: الروح الذي يحيا معه الحيوان لا غير بلا خلاف، قال اللَّه: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) وقال: (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) ونسب الروح إلى نفسه؛ لأنه الفاعل له، ويجوز أن يكون قال ذلك تعظيما لأمر الروح، كما يقال: بيت الله، وحرم اللَّه، وخليفة اللَّه، وقال: (وَنَفَخَ) لأن الروح عن جنس الريح

<<  <   >  >>