الثاني: قالوا: الشرك بمعنى الطاعة، قال اللَّه:(إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ) أي: أطعتموني.
وقيل: أراد إني كفرت اليوم بما أنتم في الدنيا تدعونه لي من الشرك بالله، وهو مثل قوله:(وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ).
وقال الكلبي: هو على التقديم والتأخير، أي: إني في دار الدنيا كفرت بربي الذي أَشْرَكْتُمُونِي به.
وقال الحسن: إني كفرت بما جعتموني إلها وما على التفسير مصدر، أي: كفرت، بإشراككم إياي بالله، وقال أبو علي - رحمه الله -: أي: إني كفرت بما أَشْرَكْتُمُونِي به بعد ذلك، لأنه قد تقدمهم بالكفر.
الثالث: الربا علي ما جاء في التفسير، قال اللَّه:(فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) أي: لا يرائي فيما نفعل من العبادة.
وقيل أيضا: إنه أراد الإشراك بالله غيره، وقوله:(وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ) يعني: الشياطين المذكووين في قوله: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ) يزينون لهم ذلك بالوسوسة، وقيل: هم رؤساء السوء، وقيل: هم السدنة، وقوله:(وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا) يعني: للأصنام وجعلها لهم شركاء، لأنَّهُم جعلوا لها نصيبا من أموالهم ينفقونه عليها