ومعنى ذلك أنه يكون كفارة، ونحوه قوله:(ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ) أراد إذا لم يعضلوهن لأن أزكى لكم وأطهر لكم ولهن من الذنوب، لأنكم تأثمون بعضلكم إياهن، ولعل العضل يحملهن على الزنا، والعضل: المنع من التزويج وخبرها هنا أفعل.
الثامن: التبرئة من الخطأ والغلط؛ قال اللَّه:(فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ) يعني: القرآن، كذا قيل؛ وقيل: يقول إنها مكرمة عند الملائكة، مرفوعة عن الأرض.
ويجوز أن يكون أراد رفع القذر مطهرة أن ينالها يد عاصية، ومثله:(يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً) يعني: القرآن أيضا، ويجوز أن يكون؛ (مُطَهَّرَةً) أي: منزهة أن يكون فيها كذب وباطل.
التاسع: إبعاد الأوثان والأصنام؛ قال الله:(وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) أي: أبعد عنه ما يعبد منها.
العاشر: تطهير الله العبد من الذنوب؛ بمعني أنه يمنحه ألطافا يمتنع معها من الذنوب، قال اللَّه:(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)(اصْطَفَاكِ) اختصك بأن قَبِل نذر أمك فيك ففرغك لعبادته [وسدانة بيته](١)، وطهرك من الذنوب بأن وفقك لمجانبتها، واختصك من نساء العالمين بولادة عيسى - عليه السلام - من غير ذكر؛ فلما كان المراد بالاصطفاء الأخير غير المراد بالاصطفاء الأول لم يكن تكرارا معيبا، وقال:(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) والمعنى أن اللَّه وفقكم لمجانبة الذنوب فتجنبتموها وكنتم طاهرين.
(١) في الكتاب المطبوع هكذا [وسد أنه نبيه] ولعل الصوب ما أثبتناه. والله أعلم. اهـ (مصحح النسخة الإلكترونية).