للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقصاص في ذلك أن تحمي مرآة وتدنى إلى العين التي فيها القصاص حتى يذهب ضوئها، وليس هو أن تقلع العين، وليس في قلع العين عندهم قصاص؛ لأن استيفاء القصاص في ذلك غير ممكن؛ إذ لا يوقف على الحد الذى يجب أن يقلع منه، وكذلك كل ما لا يوقف على ذلك منه.

الثاني: العين بمعنى الحفظ؛ وهو قوله: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) أي: لتربى وأنا حافظ لك، وذلك أن من له بالشيء عناية تجعله نصب عينه ناظرا إليه؛ فاستعير ذلك في شدة الحفظ لما فيه من الدلالة على صدق العناية، ومنه قوله تعالى: (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) أي: تجري [بمرأى منَّا وحفظ] (١)، ومنه قول امرئ القيس:

وَبَاتَ بِعَيْنيَ قَائِماً غَيْرَ مُرْسَلِ


(١) في الكتاب المطبوع هكذا [من أمنا وحفظ] ولعل الصوب ما أثبتناه. والله أعلم. اهـ (مصحح النسخة الإلكترونية).

<<  <   >  >>