السابع: بمعنى الوجوب، قال الله:(وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ) أي: وجب العذاب، وقال:(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) والوجوب هنا الوقوع؛ لأن العذاب كان وجب عليهم في الدنيا، وإنما يقع في الآخرة.
الثامن: الكتاب، قال اللَّه:(وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا) أي: مكتوب في اللوح المحفوظ، ويجوز أن يكون أمرا مقتضيا، أي: مقدرا مفروغا.
التاسع: قضى بمعنى أتم، قال:(فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ) أي: أتم الشرط المشروط إلى الأجل، ومثله:(وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) أي: من قبل أن يتم جبريل صلوات الله عليه [قراءته عليك].
العاشر: قضى بمعنى فصل، قال اللَّه:(وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ) وقال: (لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) ونظيره: (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ).
الحادي عشر: قضى بمعنى خلق، قال اللَّه:(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) أي: فخلقهن، ويجوز أن يقال: أتم خلقهن فيكون على الأصل.
الثاني عشر: قضى بمعنى حكم، قال تعالى:(وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ) وقريب منه، قوله تعالى:(إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُضِ الْحَقَّ)(١).
(١) قوله: {يَقُصُّ الحق} قرأ نافع وابن كثير وعاصم: «يقص» بصاد مهملة مشددة مرفوعة، وهي قراءة ابن عباس، والباقون بضاد معجمة مخففة مكسورة، وهاتان في المتواتر