الثاني: الإمهال والتأخير، وهو قوله:(فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) وناظرة هاهنا مصدر وفاعله في المصادر كثير مثل العافية والعاقبة والكاذبة في قوله تعالى: (لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (٢) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (٣).، والواقعة، ورفع - ناظرة على إضمار كأنَّه قال: فالواجب ناظرة أو فعتكم ناظرة، ومثله:(فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) وقرئ: (فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) وهي التأخير، وقد أنظرته أخرته لينظر في أمره؛ أي: إن كان الذي عليه أصل المال [معسرا، فالواجب عليه تأخيره إلى أن يوسر]، وأن تصدقوا بالمال على المعسر خير لكم، قال مجاهد: كانوا إذا حلَّ دَينهم وصادفوا المديون معِّسرا [زادوا فيه] وأنظروه فأمره اللَّه بالإنظار، وأبطل الزيادة.
الثالث: النظر بمعنى الرحمة، وهو قوله تعالى:(وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) أي: لا يرحمهم، كقول العربي انظر إلى نظر اللَّه إليك، أي: ارحمني رحمك الله، وعدى النظر بـ إلى، وإن كان بمعنى الرحمة فكذلك عداه بإلى في قوله:(إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) وإن كان بمعنى الانتظار (١).
(١) دسيسة اعتزالية. حاصلها رد استدلال أهل السنة في رؤية المؤمنين لربهم في الجنة بقوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} وهو تأويل مخالف لإجماع الأمة المعصومة المرحومة. فتنبه. اهـ (مصحح النسخة الإلكترونية).