للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يهتدون بالنور قال إنه: (نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، على وجه المجاز، وقد دلت العقول على أنه ليس بنور على الحقيقة؛ لأنه خالق الأنوار، ولو كان الله نورا على الحقيقة لما أظلمت الدنيا أبدا؛ لأن الله موجود ومع وجود النور لا تكون الظلمة ثم شبه نوره بمصباح أي: مثل دلالاته الخلق في وضوحها كمثل المصباح، ولا يجوز أن يشبه نفسه بالمصباح؛ لأنه لا شبيه له.

الثالث: النهار، قال الله: (وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) يعني: الليل والنهار.

الرابع: ضوء القمر، قال اللَّه: (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا).

وقال أهل العربية: يجوز أن يكون: (فِيهِنَّ نُورًا)، وهو في السماء الدنيا؛ لأنهن كالشيء الواحد.

وجاء في التفسير أن وجه الشمس يضيء لأهل الأرض وظهرها لأهل السماء، وقال بعضهم: (فِيهِنَّ نُورًا)، أي: معهن ضياء يستضيء به أهل الأرض.

الخامس: قوله تعالى: (انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) وقوله: (يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) وهو نور يجعله الله للمؤمنين يمشون فيه إلى الموقف وعلى الصراط.

السادس: بيان الحلال والحرام، قال الله: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ) ومثله: (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ).

السابع: القرآن، قال: (وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا) وقال: (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ) وقوله: (جَعَلْنَاهُ نُورًا) وسُمِّي نورا للبيان الذي فيه؛ لأنه يهتدي به كما يهتدي بالنور.

<<  <   >  >>