وقوله:(جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ). جاء في التفسير أنه عنى هؤلاء المذكورين أولا.
والوجه أن يكون من يحارب النبي - صلى الله عليه وسلم - من فرق المخالفين.
وفيه بشارة له - عليه السلام -، أي: هؤلاء جند مهزوم بعد قليل، وأنت هازم لهم وظافر بهم. و " ما " في قوله: (جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ). توكيد، كأنَّه قال: هم جند. وأتى جندهم وعظم أمرهم ليكون أعظم لأمر هازمهم؛ لأن غلب العدو القوي أبلغ في المدح.
الثاني: النصارى، قال الله تعالى:(فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ).
الثالث: قوم عاد وثمود وشعيب وفرعون، وهو قوله تعالى:(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ). ويجوز أن يكون المعنى بذلك جميع من كذب الرسل من هؤلاء ومن غيرهم من بعدهم. وقال:(وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (١٢) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ). ومثله:(إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ). يعني: هؤلاء.
الرابع: أبو سفيان وأصحابه يوم الخندق، قال:(يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا). يعينهم.