الثاني: الطريق، قال:(إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ) أي: على طريق قويم وهو الإسلام، ومثله:(قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى) أي: السبيل الذي أمر الله سلوكها هو السبيل المرضي، وهو مثل ومعناه الإسلام أيضا كذا جاء عن السلف وهو عندنا والأول سواء؛ لأنه يقال: إنه لعلى هدى، أي: على بيان.
الثالث: اللطف، قال:(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى) أي: الذين اهتدوا إلى الإيمان بألطافنا زدناهم ألطافا ثوابا لأعمالهم ليزدادوا إيمانا.
الرابع: الإيمان، قال الله:(إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ) أي: مؤمنون.
الخامس: الهادي وهو المرشد، قال:(إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) أي: مرشد يريد أنك هاد ومرشد لكل أحد، وفيه وجه آخر وهو أنك مرشد ولكل قوم مرشد، وقوله:(أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى) أي: رشدا، ويجوز أن يكون بيانا فيكون من القِسم الأول، ومثله:(لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) أي: لترشد.
السادس: الدعاء، قال الله:(وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ) أي: يدعون، وقال:(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) وقال: (يَهْدُونَ بِالْحَقِّ) أي: يدعون وقال: (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ) أي: يدعوا، وقوله:(فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ) أي: ادعوهم، ويجوز أن يكون المعنى [سوقوهم]. ويجوز أن يكون معنى قوله:(يَهْدُونَ بِالْحَقِّ) أي: يرشدون بالقول الحق، وكذلك قوله:(يَهدُونَ بِأَمْرِنَا).