وفي قوله تعالى:(حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا) جواز الدخول بعد الاستئذان وإن لم يكن صاحب الدار أذن، ولذلك قال مجاهد: هو التنحم والتنحنح كأنَّه أراد أن يعلمهم بدخوله.
وهذا الحكم ثابت فيمن جرت عادته بالدخول من غير إذن ومعلوم أن الإذن مشروط في إباحة الدخول، ويدل عليه أيضا قوله تعالى:(فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ) فحظر الدخول إلا بالإذن.
الثاني: طلب الأنس بالحديث، قال اللَّه تعالى:(وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) وقال عمر - رضي الله عنه -: أأستانس يا رسول اللَّه، فقال له: استأنس يعني: استئناس الحديث.
ومستأنسين نصب على الحال من محذوف، أي: فلا تدخلوها مستأنسين أو لا تجلسوا بعد الفراغ من الأكل، وقيل: موضعه خفض مستأنسين على اتباع: (نَاظِرِينَ إِنَاهُ).