الأول: العلم، وهو قوله تعالى:(وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) يعني: والله يعلم ذلك، وهو مجاز لهم عليه.
الثاني: الأمر، قال الله تعالى:(فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ) أي: فدل اللَّه المؤمنين إلى الحق من جملة ما اختلفوا فيه فلزموه بأمره، وقيل: بعلمه، وقال أبو عليٍّ رحمه الله: هداهم بإذنه أي: هداهم فاهتدوا بإذنه؛ لأن هدايته فعله، والله لا يفعل بإذن فحذف فاهتدوا لدلالة قوله:(بِإذنِهِ) عليه، قال الله تعالى:(وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) والمعنى: أنهم لا يموتون دون الأجل فلا تجبنوا عن الجهاد، وفي الآية دليل على أن غير الله لا بقدر على الموت، وقال:(وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ) أي: بأمره الذي امتثلوه، وقال:(وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) وقوله: (لِلِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) وقال: (خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) أي: بأمره وإذنه في ذلك، وقوله:(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ) أي: بأمره، وذلك أنه أمر أن يطاع، وقيل: أرسله لأن يطاع؛ لأنه يقول ما يقول بإذن الله، وقيل: بإذنه بجميل صنعه وحسن توفيقه.