للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال في قوله: (إِلا الذِينَ ظَلَموا) لكن الذين ظلموا أيقولون أن لهم حجة فالمعنى أنه لا أحد له حجة، والظالم يحتج بما لا حجة له فيه، قال: ومن كلامهم: ما لأحد على سبيل إلا من بغى فتأويله أنه لم يستثنه من باب سبيل، ولكن معناه لكن من بغى مخطئ ببغيه فلا يكون هذا الباب منفردا من الأول ألبتَّة.

وقوله تعالى: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ) وقوله: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) أي: لكن من ظلم، ومثله كثير.

الثالث: بمعنى غير، قال اللَّه: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) أي: غير اللَّه، وقوله: (لا إِلَهَ إلا هُوَ) أي: لا إله غيره، هكذا جاء في التفسير.

والفرق بين إلا وغير أن إلا حرف وغير اسم وينوب مناب إلا في الاستثناء، وقد يكون صفة، تقول: هذا درهم غير قيراط معناه: إلا قيراطا، وغير قيراط على الصفة ولا يكون إلا مضافا، ولا معنى له إلا مخالفة ما يضاف إليه، ويكون فاعلا ومفعولا وظرفا ووصفا

<<  <   >  >>