وقال في قوله:(إِلا الذِينَ ظَلَموا) لكن الذين ظلموا أيقولون أن لهم حجة فالمعنى أنه لا أحد له حجة، والظالم يحتج بما لا حجة له فيه، قال: ومن كلامهم: ما لأحد على سبيل إلا من بغى فتأويله أنه لم يستثنه من باب سبيل، ولكن معناه لكن من بغى مخطئ ببغيه فلا يكون هذا الباب منفردا من الأول ألبتَّة.
الثالث: بمعنى غير، قال اللَّه:(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) أي: غير اللَّه، وقوله:(لا إِلَهَ إلا هُوَ) أي: لا إله غيره، هكذا جاء في التفسير.
والفرق بين إلا وغير أن إلا حرف وغير اسم وينوب مناب إلا في الاستثناء، وقد يكون صفة، تقول: هذا درهم غير قيراط معناه: إلا قيراطا، وغير قيراط على الصفة ولا يكون إلا مضافا، ولا معنى له إلا مخالفة ما يضاف إليه، ويكون فاعلا ومفعولا وظرفا ووصفا