للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وان طويل المدح فيك مقصر ... وان ظنوني في معاليك تطلع

وإنك في ثوب وصدرك فيكما ... يحيط به من نسج داود أدرع

فيا ليت شعري كيف ضمته لأمة ... على أنه من ساحة البحر أوسع

وقلبك في الدنيا ولو دخلت بنا ... وبالفلك الأعلى وما منه يطلع

وبالعالم العلوي والأنس جملة ... وبالجن فيه ما درت كيف ترجع

ألا كل سمح غيرك اليوم باطل ... لأنك فرد للكمالات تجمع

وكل ثنا فيك حق وإن علا ... وكل مديح في سواك مضيع

وقوله مصدراً ومعجزاً أبيات أبي حاتم اللغوي:

أذا اشتملت على اليأس القلوب ... وكادت من تلهبها تذوب

وعم الغم واتسع التجري ... وضاق بما به الصدر الرحيب

وأوطنت المكاره واطمأنت ... وفي الأحشاء طنبت الكروب

وأقلعت المسرة عن ذويها ... وارست في مكانتها الخطوب

ولم تر لانكشاف الضر وجهاً ... يلوح ومنك قد يئس الحبيب

وأعيا داء فادحة الرزايا ... ولا أغنى بحيلته الطبيب

أتاك على قنوط منك غوث ... يفرج كل فادحة تذيب

فكم وافاك بعد العسر يسر ... يمن به اللطيف المستجيب

وكل الحادثات إذا تناهت ... وفي تصريفها حال اللبيب

وزاد الكرب فيها واستطالت ... فمقرون بها الفرج القريب

وممن نقل عنه صاحب ((السلافة)) الشيخ محمد بن شعيد باقشير؛ قال في حقه: أديب بارع، وشاعر له في مناهل الأدب مشارع نظم فأجاد، وارزم سحاب نظمه فجاد، فعلت رتبته في الفريض وسمت، وافترت ثغور محاسنه وابتسمت، كل ذلك من غير تكلف نحو وعروض، بل من قريحة تذلل له جوامع الكلام، وتروض، فجاء نظمه السهل الممتنع، ونزهة الناظر والمستمع، وها أنا أثبت منه ما تصطحبه مداماً وتديره كؤوسا بين الندامى فمنه قوله يمدح السيد أحمد بن مسعود.

علقاً أظنك بالظباء الرود ... أم والها بهوى الظباء الغيد

أسبلن أمثلة الغداف غدائراً ... سوداً تطول على الليالي السود

وسفرن عما لو لطمن بمثله ... خد الظلام لما بدا بالبيد

بيض يرنحهن ريحان الصبا ... تيهاً كخوط البانة الأملود

عذر العذول على الهوى فيها وقد ... ((عنت لنا بين اللوى وزرود))

فطفت أنشده على تأنيبه ... ((أرأيت أي سالف وخدود))

تربت يد اللوام كم ألظت حشا ... دنفاً بألهوب من التنفيد

أو ومادروا أن الجمال حبائل ... ما إن يصادبهن غير الصيد

ولرب مخطفة الحشا بهناته ... المتنين مفعمة الإزار خرود

ترنو فتحسب أم خشف ثارها ... القناص عن خضل الكلا مخضود

لله أحداق الحسان وفعلها ... في قلب متيم معمود؟

الحقنني البرحاء لكني أمرؤٌ ... وزري بركن في الملوك شديد

بسميدع من آل أحمد ماجدٍ ... لا بالكهام بدا ولا العربيد

وجواد مصعبة إذا سل الندى ... أولى وجاد بطارف وتليد

طابت أرومية بأصل ثابت ... عرقاً وفرع مثمر بالجواد

متسنم العلياء لا بالنكس عن ... تحصيل غايتها ولا الرعيد

لو حاول العيوق نيلاً لم يعق ... عنه ولم يك نيله بعيد

أو لو يحاول ألف عنقا مغرب ... صيدت بجد مؤيد صنديد

وإن اقشعر العام غيث مسبل ... وإن اكفر السام ليث مودي

خلق أرق من السلاف ومهجة ... أقسى على الحدثان من جلمود

بلغت بنو الحسنين شأواً لم يزل ... من قبلهم لمسودٍ ومسود

حلماء إن غضبوا كأن نفوسهم ... بشرور بين تحف أو بالجودي

ومواهب تترى وسيب لم تزل ... ينساب بين جحافل وجنود

من كل طلق الوجه يسطع نوره ... بسنا النبوة عن أب وجدود

ومن شعره وهو من مختار قصيدة له

أتعذر في لمياء والعذر أليق ... وتعشقها جهلاً وذو اللب يعشق

ولا عيش إلا ما الصبابة شطره ... وصوت المثني والسلاف المعتق

وجوبك أجواز الموامي مثمراَ ... إلى المجد يطويها عذافر معنق

وأن تتهاداك التنائف معلماً ... تضلك أو تهديك بيداء سملق

وأن ترد الماء الذي شطره دم ... فتستقي برأي ابن الحسين وترزق

فأسوغ ما بل اللهى بعد غلة ... وأروى من الماء الشراب المروق

<<  <   >  >>