يا در در زمان من غرائبه ... إن كان أغرب شيء في غرائبه
قد عز جانبه العالي وبز على ... فالعز أجمع والعليا بجانبه
ولاح للفلك العلي مناقبه ... فعهدها وهي أبهى من كواكبه
يا من يحدث عنه العلم يسنده ... حدث عن البحر وارو من عجائبه
وقال يمدح النقيب السيد علي أفندي القادري:
ما غاب بدر دجى منكم ولا غربا ... إلا وأشرق بدر كان محتجبا
لا ينزع ظلام الخطب ما برحوا ... بيض الوجوه فإن صالوا فبيض ظبى
من كل أبلج يزهو بهجة وسنى ... تخاله ببياض الصبح منتقبا
قد أنفقوا في سبيل الله ما ملكوا ... واستسهلوا في طلاب العز ما صعبا
هم الجبال اشمخرت رتبة وعلا ... هم الجبال وأما غيرهم فربى
أبناء جد فما تدنو نفوسهم ... إلى الدنية لا جداً ولا لعبا
عارون من كل ما يزري ملابسه ... يكسوهم امجد أبراداً لهم فشبا
ومنية قد بعثناها فتحسبها ... نجائباً لا وجى فيها ولا لغبا
إلى علي علي القدر مرجعه ... نقيب أشراف غر السادة النجبا
الواهب المال حماً غير مكترث ... والمستقل مع الإكثار ما وهبا
يريك وفر العطايا من مكارمه ... يوم النوال وإن عاديته العطبا
قد شرف الله فرعا للنبي سما ... إلى السماء إلى أن طاول الشهبا
لِم لَم يشرف على الدنيا بأجمعها ... من كان أشرف هذي الكائنات أبا
هذا هو المجد مجد غير مكتسب ... وإنما هو ميراث أباً فأبا
من راح يحكيهم بين الورى نشباً ... فليس يحكيهم بين الورى نسا
أنتم رؤوس بني الدنيا وسادتها ... إن عد رأس سواكم لاغتدى ذنبا
لكم خوارق عادات متى ظهرت ... على العوالم كادت تخرق الحجبا
رقت شمائلك اللاتي ترق لنا ... حتى كأنك مخلوق نسيم صبا
وفيك والدهر يخشى من حوادثه ... ويرتجى رغباً إذ ذاك أو رهبا
صلابة قط ما لانت لحادثة ... وقد تلين خطوب الدهر من صلبا
وعزمة مثل واري الزند لو لمست ... موجاً من اليم أضحى موجه لهبا
تجنب البخل بالطبع الكريم كما ... تجنب الهجر والفحشاء واجتنبا
فنال ما نال آباء له سلفت ... ندب إلى الشرف الأعلى قد انتدبا
إن كان آباؤه بالجود قد ذهبوا ... فقد أعاد بهذا العصر ما ذهبا
فانظر لأيديه إن جادت أنامله ... بالصيب الهامل الهامي ترى العجبا
أين الكواكب من تلك المناقب إذ ... تزهو كما قد زهت بالقطر زهر ربى
تلك المزايا كنظم العقد لو تليت ... على الرواسي لهزت عطفها طربا
يرضى العلاء متى يرضى على أحد ... ويغضب الدهر أحيانا إذا غضبا
قد بلغت نعم العافي أنعمه ... فلم تدع لهم في غيره أربا
يقول نائله الوافي لوافده ... قد فاز جالب آمالي بما جلبا
أكرم بسيد قوم لا يزال له ... مكارم تركت ما حاز منتهبا
الكاسب الحمد في جود وبذل ندى ... يرى لكل امرئ في الدهر ما كسبا
نهز غصنا رطيبا كل آونة ... يساقط الذهب الإبريز لا الرطبا
فما وجدت إلى امتداحه سبباً ... إلا وجدت إلى نيل الغنى سببا
وحبذا القرم في أيام دولته ... حلبت ضرع مرام قط ما حلبا
بمثله كانت الآمال توعدنا ... فحان ميعاد ذاك الوعد واقتربا
حتى أجابته إذ نادى مآربه ... بمنصب لو دعاه غيره لأبى
موفق للمعالي اابتغى طلباً ... إلا وأدرك بالتوفيق ما طلبا
سباق غايات قوم لا لحاق له ... وكم جرى إثره من سابق فكبا
مذ كنت أنت نقيباً سيداً سنداً ... أوضحت آثار تلك السادة النقبا
أضحكت بعد بكاء المجد طلعته ... فقد تبسم مجد بعد ما انتحبا
أحييت ما فات من فضل ومن أدب ... فلتفخر في معاني مدحك الأدبا
يا آل بيت رسول الله إن لكم ... علي فضلاً حباني الجاه والنشبا
وأيديا أوجبت شكري لأنعمها ... فاليوم أقضي لكم بالمدح ما وجبا
ومن قوله مادحاً عبد الغني أفندي جميل، ومعرضاً بشكوى زمانه وتغير خلطائه وأخدانه: