وغدوت في المجد الحديث لدى العلى ... مثلا به المجد القديم مؤثل
طهرت شرعة أحمد من جاهل ... وحميتها مما افتراه الجهل
وبعثت رسلك للعباد مؤيداً ... ما سنه فيها النبي المرسل
لم تأت في حكم البلاد ولم تجيء ... إِلا بما جاء الكتاب المنزل
داويت معتقل العقيدة بالهدى ... فشفيته والداء داء معضل
ونصرت بالله المهيمن دينه ... والله ينصر من يشاء ويخذل
وأبنت للملأ الحقيقة عالماً ... إِن الحقيقة في الورى قد تجهل
نجد غدت بعظيم قدرك تزدهي ... وتهامة بقشيب ذكرك ترفل
يوم طلعت به على أم القرى ... يوم أغر على البلاد محجل
فإِذا الأشاوس أبصروك تخاوصوا ... وإِذا الفوارس شاهدوك ترجلوا
يا حبذا يوم أقلك ركبه ... فحذاه فضل أنت منه أفضل
وكتائب الإِيمان خلفك زحف ... وملائك الرحمن حولك نزل
الصافنات على الورى جرت بها ... واليعملات بها تخب وترقل
وقف الزمان إِلى الزمان مهنئاً ... ومناه كل مناه لو تتقبل
يلقاك والأضحى جميل ذكره ... ولقاك أطيب للنفوس وأجمل
العيد جاءك بالحمى متهللا ... والعيد أنت بك الحمى متهلل
عيدان عيد كل عام مقبل ... يوماً وعيد كل يوم يقبل
دنيا ودين في ذراك كلاهما ... مأوى بروق الآملين وموئل
أقعى بهم عن نيل شخصك علمهم ... أن النجوم منالها لا يسهل
حجاج بيت الله اكبر حجة ... قامت على من هولوا وتقولوا
عرفات تعرف فيك أي عوارف ... متنقلات عنك إذ تتنقل
أنت الذي قد جاء والحسنى له ... مرقى وآفاق المعالي منزل
أنت الذي علمت قومك دائباً ... أن العلى حق لمن لا يكسل
عنوان كل فضيلة محمودة ... ما أنت تمنع في الأَنام وتبذل
المسلمون على اختلاف ديارهم ... بعثوا الرجاء إلى حماك وأملوا
وتساءلوا والأَمر أشكل حله ... أي الرجال به يحل المشكل
وتيقنوا والصعب غير مذلل ... إِن الصعاب على يديك تذلل
فإِذا أقمت فقد تهلل مجمع ... وإذا رحلت فقد تأهل مجهل
وإذا هممت فكل هم زائل ... وإذا هزمت فكل ظلم يجفل
لك في السماء المكرمات مناقب ... كالنجم إلا أنها لاتأفل
عبد العزيز وأنت خير وسيلة ... يسمو بها للعز من يتوسل
أدعوك للجلى وقد نزلت بنا ... والخطب خطب في البلاد مجلل
جاراك يا نجد استغاث كلاهما ... يرجو الخلاص على يديك ويأمل
أرأيت كيد الطامعين ومكرهم ... أرأيت كيف نجا الذي لا يغفل
دخلوا علينا الآمنات بلادنا ... دخلوا ولولا جهلنا لم يدخلوا
متيقظين على التخوم ترقبوا ... فإذا رأونا نائمين توغلوا
يحيا بنا وبمالنا وبمجدنا ... من ليس من أهل البلاد وتقتل
ويبيت ملء الجفن ينعم ليله ... ونبيت من ألم الجوى نتململ
جر الثقيل على البلاد وأهلها ... نفر على أهل البلاد استثقلوا
لا قرب الله الأولى بعدت بهم ... أعمالهم حيث الجهالة تعمل
حسبوا الخيال حقيقة وتوهموا ... برق الكواذب صادقاً وتخيلوا
خدعتهم ألقابهم فتخبطوا ... ومشوا وراء غرورهم واسترسلوا
أغراهم تقصيرهم فتذبذبوا ... وتقلبوا وتلونوا وتشكلوا
إني بلوتهم على حالاتهم ... وبلوت غيرهم ومن هو يفضل
فبلوت صحباً أبخلين لشقوتي ... حلوا وصحباً أكرمين تحملوا
لرأيتهم أهلا لا داراك المنى ... لو كان بين صفوفهم من يعقل
عللت قلبي بارتواء غليله ... فإذا بغير الآل لا أتعلل
أخذت بآفاقي الخطوب فزدنني ... علماً بدهري والحوادث حفل
لا أدعي علماص بغائب أمرها ... لكن علمت حقائقا لا تبطل
وعلمت من ماضي الزمان وحاله ... ماذا به سيجيئنا المستقبل
وقدرت أن أسدي النصيحة آملا ... بنصيحتي تحقيق ما أتامل
أصف الحقيقة تاركا تحقيقها ... لغد وفي التبعات لا أتنصل
لا يخدعنك من عدوك ظاهر ... يهدي وباطنه مواقد تشعل
فإذا تحول حاقد لمآرب ... في نفسه فالطبع لا يتحول