خضعت عزائمهم فأمسوا عالة ... وعلى حسامك في المكارم عدلوا
خطبوا ودادك صاغرين وعلمهم ... أن يضربوا نار العداوة يصطلوا
عش واسلمن تجيب من سأل الندى ... يوم الندى وتجيب من لا يسأل
قد جاد حتى قال كل مكابر ... أكذا الكريم بنفسه لا يبخل
وبقيت للأجيال مجداً خالداً ... تتزلزل الدنيا ولا يتزلزل
أيظل طلاب الروا في ظمأة ... ولديك منه ما يعل وينهل
لله قوما أكرمين تداولت ... سحب عليهم بالمصائب تهطل
قوم إذا نسبوا فقحطان لهم ... جد به مجد الجدود مؤثل
يا أيها العرب الكرام ذروا الونى ... وخذوا بأسباب العلى واستعجلوا
إن العدوا ببابكم متربص ... إن تتركوه فأمره مستفحل
إني أخاف إذا ونيتم فاتكم ... يوم تملك أمره من يعجل
لموا شتاتكم وكونوا كتلة ... إن تهمل الكتلات ليست تهمل
عودوا إلى ماضيكم فتبينوا ... ما في سجل الأكرمين يسجل
وسلوا شعوب الأرض في تفضيلها ... من ذا عليكم في الشعوب تفضل
هل نعمة أو عزة أو حكمة ... إلا وعنكم في الورى تتنزل
العلم شارقة عليكم شمسهُ ... والفضل ينقل عنكم وينقل
السمر أنتم في الكفاح نصولها ... والبيض أنتم حدها والصيقل
والخيل تكرم باليدين وتلتظى ... شوقاً إلى شن المغار وتصهل
فإذا تخضبت الظبا بدم العدى ... فخضابها حمراء لا تتنصل
عجبا يضل الحائرون سبيلهم ... وأمامهم فيه الإمام الأمثل
هذا لواء المجد رفرف فانضوا ... بلغ الأماني من به يتظلل
قد جاء يحمله الإمام هداية ... وفخار يوم النصر فيما يحمل
ألفوك حمال العظائم دونهم ... يوم الجلاد فعظموك وبجلوا
يا ناجلا والدهر في وثباته ... نجلاك حرز للبلاد ومعقل
أنجلت فينا صارمين كلاهما ... يستأصل الجلى بما يستأصل
شبلاك ليس بمنجب شرواهما ... ملك يصول ولا ضبارم مشبل
قمران قد بهر العيون سناهما ... وسناك بينهما أتم وأكمل
عضداك بل عضدا المواطن كلها ... فسعود ساعدها وفيصل فيصل
طلع النهار فلا ظلام حاجب ... وسرى الضياءُ فلا حجاب يسدل
أحسنت بالخير الجزيل وأحسنا ... والله يجزي المحسنين ويجزل
أحببت تفصيل الأمور وربما ... أغنى عن التفصيل هذا المجمل
ولبعض شعراء اليمن في مدح الملك عبد العزيز أعزه الله أنشدها إِياه سنة ١٣٤٨هـ بمكة المشرفة:
عليك من المجد الرفيع سرادق ... ورايات عز بالسعود خوافق
سمت بك يا ذا المجد والعز همة ... تصافح أقمار الدجى وتعانق
فعزمك أمضى في الأمور من القضا ... يلوح سريعاً مثلما لاح بارق
وأنت وحيد العصر جوداً ونجدة ... سبقت فلم يلحق غبارك لا حق
وحلمك مثل الشمس لا ستر دونه ... وذكرك مسك كلنا فيه ناشق
وأنت حليف النصر في كل موطن ... وسعدك ماض لم تعقه العوائق
وقد خصك الله العزيز بهمة ... تذل لها الشم الطوال الشواهق
ستكاد تميد الأرض منك مهابة ... ويرجف منها غربها والمشارق
لقد قمت في نصر المعالي مشمراً ... وسيفك مسلول ونعم المرافق
فطهرت وجه الأرض من كل مفسد ... ولولاك لم يرجع عن الفسق فاسق
وسرت كما سار الغمام مطبقاً ... وفيه غيوث للورى وصواعق
فمنهم سعيد فاز منك بسؤله ... ومنهم شقي روحه منك طالق
كذا فليكن من رام أن يدرك العلى ... ومن هو في دعوى الرياسة صادق
أطاعت لك الشم الرواسي وأقبلت ... سراعاً فمسبوق إليك وسابق
أتتك على بعد الديار مطيعة ... كما استنت الخيل العرب السوابق
تيقن بأن الله أعطاك نصره ... وأن الذي يعصيك كالعبد آبق
فيا لك من فتح سيأتيك بعده ... فتوح لها هادٍ إليك وسابق
حصون منيفات الذرى ومدائن ... قد انفتحت أبوابها والمغالق
فأمض سيوف العزم غير معقِّب ... فأَنت بنصر الله لاشك واثق
فما تفتق الأيام ما أنت راتق ... ولا ترتق الأَيام ما أنت فاتق