لقد خفقت رعباً قلوب معاشر ... وفارقها السلوان فيمن يفارق
فيا ملكاً للعُرب دمت موفقاً ... تنير بك الدنيا وتحمى الحقائق
عليك سلام الله ما لاح بارق ... وما صاح قمري وما ذر شارق
ولأحمد ابراهيم الغزاوي أنشدها بين يدي الأمير المبجل سعود بن الملك عبد العزيز بمكة المشرفة سنة ١٣٤٨هـ يهنئه بقومه إلى الحجاز: وافى السعود فبطن مكة معشب=والمروتان تألقت والأخشب
وشدى الهزار على الأراك بسجعه ... لما استهل على الحجاز الموكب
فإذا المسامع والمرابع والربى ... تصغي وتندى والحيا يتحلب
والطير تصدح والقلوب استعذبت ... صفو الإياب وساغ فيها المشرب
ظلت تعاني حجتين صدوده ... وتضيق ذرعاً بالنوى وتلهب
تتنسم الأنباء عن خلجانه ... وتود لو منح الضياء الكوكب
حتى شأَى البرق البريد وشاقنا ... نبأ تبدد من سناه الغيهب
وسخا المليك لنا بأكرم وافد ... هو في الجزيرة قلبها المتوثب
قاد الفيالق والبيارق يافعاً ... وحمى المفارق والبوارق خضب
وجنى ثمار النصر في وثباته ... ووقى العروبة واصطفاه المنصب
عزت به نجد وأعلى ذكرها ... شبل الأئمة والأمير الأَغلب
منذ استقل جواده ما همه ... إلا العلى تعنو لديه وتجنب
فدنت إليه وسلمتهُ قيادها ... إن الكرائم بالكفاة لتخلب
وتراه ردماً في الحروب وملجأً ... لذوي الكروب إذا غدت تتقطب
يلقي العظائم لا تلين قناته ... ويثوب من طعناته المتنسب
إن شاء زحفاً أسعفته كماته ... وظباته فوق الجماجم تخطب
أو رام عرفاً فالنضار نثاره ... والفضل ودق والمكارم هيدب
يا من تأَرجت الديار بقربه ... وبذكره تزهو النفوس وتطرب
قد خلد التاريخ في صفحاته ... مجداً يضاف إلى أبيك وينسب
عصر مجيد بالشريعة شاده ... ملك عظيم بالجلال ملقب
فيه المعارف والعوارف والهدى ... والحزم والرأي السديد المعجب
والعدل والإنصاف يسطع نوره ... والأمن يطفو والمخاوف ترسب
ما بين جدة والعقير تعبدت ... سبل القوافل واطمأن الربرب
من كان يحسب أن تقوم بنزهة ... للنفس ثم بها التجارة تخصب
فتشق وعثاء النفود إلى الحسا ... بين المساء وفي الصباح تأوب
هذا لعمر الله صدق عزيمة ... وبشير خير بالرخاء معقب
ولقد بعثت بسيبك الأدب الذي ... قد ضمه لحد العفاء المرعب
فسرى النسيم معطراً بأريجه ... وزهت بنهضته الحديثة يعرب
ونمت جذور للبيان ونافست ... أم القرى فيها الرياض ويثرب
فانعم بما آتاك ربك وارتشف ... كأس الهناء فشربك المستعذب
واحلل بسوداء القلوب فإنها ... كنف الذين بحبهم تتقرب
واعلم بأنا لا نقول تجملا ... هذا الذي نبدي هو المتحجب
لا زلت بدراً طالعاً في أُفقنا ... يمشي إليك الشعب وهو مرحب
ولأحمد إبراهيم الغزاوي أيضاً يمدح الملك عبد العزيز ويهنئه بعيد النحر وذلك سنة١٣٤٩هـ:
أرأيت كيف مظاهر العبّاد ... وأخوة الإِسلام في الآماد
وشهدت أرهاط الحجيج كأنها ... حول الحطيم مواكب الأعياد
من كل ميمون النقيبة مخبت ... لله في صَدَر وفي إيراد
متوشح بازاره وشعاره ... تقوى القلوب وعفة الزهاد
همت به نحو الفريضة عزمة ... لم يثنها موج الخضم الهادي
لبى الدعاء مفارقاً أوطانه يرجو النجاة إذا مضى لمعاد
من كل فج في الدنا تجري بهم ... قمم البحار وضمر الأجياد
يا أمة التوحيد حسبك ضجعة ... أبكت عيون المجد والأجداد
فالدين بالدنيا وليس بباسط ... أَفياءه من غير قدح زناد
كم ذا تمر الحادثات وتنطوي ... والمسلمون على هوى وبعاد
الناس قد غاضوا البحار وخططوا ... جو السماء وحلقوا بجماد
وتبادلوا الخطب الطوال بلحظة ... من دون واسطة بكل بلاد
فعلام فرقتكم وفيم شقاقكم ... وإلام يشرق بالزلال الصادي
ما في شريعتكم وهدي نبيكم ... إلا السمو وذلة الأَضداد