خلوا التنابذ واسلكوا سبل العلى ... وتنافسوا في الخير والأعداد
واستعصموا بكتابكم وتناصروا ... والله للهمزات بالمرصاد
ولقد أنست بسنة منسوبة ... في قصر خير مملك مرتاد
عادت كمؤتلق الصباح ضياؤها ... وحباؤها كالغيث في الإنجاد
يتمثل الإِسلام فيها شاخصاً ... صعب القياد ميسر الأعضاد
يرنو إلى عبد العزيز تحية ... ويذود عنه غوائل الحساد
يتلو عليه من الثناء صحائفاً ... بيضاء خطتها يد الأشهاد
ويصيخ للحكم الذي هو ناسج ... أبرادها للجمع والإِفراد
ما بين وعظ بالغ ونصيحة ... تحيي النفوس ودعوة ووداد
هي غاية في الحج منذ وجوبه ... للمسلمين وأصل كل سداد
أو هل مضى مثل الذي أنا ناظر ... كلا ورب البيت ذي الميعاد
لم تكحل الدنيا بسفح المنحنى ... بشبيه هذا العصر في الآباد
لا في البناء ولا الولاء وقد بدا ... كالقصر ذي الشرفات من سنداد
قد شيدته على التقى وعلت به ... نحو النجوم مواهب وأيادي
يضفي على الأضياف برد سخاءه ... مما حوته خزائن الإمداد
حاطته أقدار المهيمن واحتوى ... زمر الوفود وشوكة الأحفاد
تسمو إلى تاج ترصع دره ... من وحدة جمعت شتات الضاد
هذا الفخار لمن أراد تأسياً ... والسر في الأرواح لا الأجساد
جل الذي أولاك عزاً راسخاً ... وحباك ملكا شامخ الأطواد
بالله ثم بما استقمت تأمنت ... فيه السبيل لرائح أو غادي
ما إن تحدث ذا الجريمة نفسه ... بالغي إلا بات رهن صفاد
حتى خطت فيه على اطمئنانها ... شاة الرعاة مرابض الآساد
وأفضتَ في فلواته العذب الذي ... يروي الغليل لعاكف أو باد
وجلوت أقمار العلوم بأفقه ... وشرعت فيه وسائل الإِسعاد
وأَثرتها حربا عوانا في الأُلى ... جمعت بهم أحلامهم لفساد
وهدمت صرح الجهل من آساسه ... وقصمت ظهر الشرك والإِلحاد
وأقمت بالشرع العدالة بيننا ... حصنا وبالشورى وبالإرشاد
فاسعد وقل وافعل فأنت موثق ... ودع الغواة على لظى الأحقاد
الله قدر أَن تعيش مظفراً ... من ذا يرد مشيئة الجواد
واهنأ بعيد للأَضاحي مشرق ... ما غنت الورقا على الأعواد
ولأحمد الكناني المصري يمدح الملك عبد العزيز أعزه الله سنة١٣٤٩هـ:
بالعزم أدرك أهل العزم ما طلبوا ... ولم يفتهم على أجمالهم طلب
دانوا بمحض الوفا والنصح إذ ملكوا ... أمر العباد وفي إصلاحهم دابوا
وأسهروا منهم الأجفان لا لهوى ... ولا استخفهم لهو ولا طرب
لكنما مدت العليا لهم يدها ... فبايعوها وقاموا بالذي يجب
ولم تمل بهم الأَهواء عن سنن ... به لدى خطبة العلياء قد خطبوا
لم يعرفوا الطيب إلا من شمائلهم ... ولا المكارم إلا ماله اصطحبوا
ولا المحاسن إلا ماله اجتذبوا ... ولا المساوي إلا ماله اجتنبوا
لهم قلوب لأمر الناس قد فرغت ... كادت مع الناس تأوي حيث تنقلب
آلت إليهم شؤون في إيالتها ... أقدامهم نصبوا حتى لقد نصبوا
قد أصبحت بهم الأوطان باسمة ... تفتر عن رغد العيش الذي جلبوا
في كل قطر ترى منهم أخا ثقة ... لدى الشدائد والأهوال ينتدب
وللحجاز مليك منَّ خالقنا ... به ابن السعود الفيصل الدرب
الصائب الرأي والأقوام طائشة ... آراؤهم وصواب الرأي محتجب
والثابت الجأش في ليل الخطوب وفي ... فصل الخطاب إذا ما عي من خطبوا
عبد العزيز نشرت الأمن في بلد ... كانت نفوس البرايا فيه تنتهب
وقد أقمت حدود الله معتمداً ... على العدالة فارتاعت لها العصب
إذ ما رعوا حرمة البيت الحرام ولا ... خافوا الإِله ولم تردعهم النوب
فكان خير دواء أن ضربت على ... أيديهم واستتب الأمن واحتجبوا
فأنت أنت الذي لولاك ما أمن ال ... حجاج بل أنت في ذي الراحة السبب
بيوتنا في غنى عما يحصنها ... مادمت قينا فما الأبواب والحجب