للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صنت البلاد بعين منك فاعتصمت ... ممن يظنونها نهبا لهم نهبوا

ولو أبيت عليها أن تقوم بها ... لأَقسم الدهر لا يقوى لها سبب

فكم بكت وشكت للناس نكبتها ... كأنما يسمع الشكوى لها رجب

أضحى رقيباً لأمر كان يرقبه ... من لا يضيع سرى الأمر الذي رقبوا

بفطنة قد جلت غيب الأمور له ... وهمة قد علت تجلى بها الكرب

وفكرة ضبطت من كل آبدة ... ما ليس تضبطه الأقلام والكتب

قل للذين قصارى الأمر أنهم ... لا يذهبون لخير أينما ذهبوا

لقد بليتم بملك قلبه ذهبت ... به رعاية أمر الناس لا الذهب

ولم يشب نصحه للناس شائبة ... ولم تحوله عن مرضاته النوب

يا من به لإِله الخلق قد عظمت ... يد علينا وكم يعطي وكم يهب

لست الذي بجلال الملك نال علا ... إذ من علاك جلال الملك يكتسب

فلا تزال بك الدنيا ممتعة ... فما لها بعد أن تبقى لها أرب

ولمحمد الرضا آل السيد هاشم الخطيب العراقي في مدح الملك عبد العزيز سنة١٣٥٣هـ أعزه الله:

لو كان يقنع عاذلي أو يقلع ... كان استراح لأنني لا اسمع

ولع بتعنيفي ويعلم أنني ... لا أَرعوي فملامه لا ينفع

هذا يؤنبني ولي قلب غدا ... قبلي يهرول للحبيب ويهرع

شاء الغرام لكل صب أن يرى ... خلاً يصد ومهجة تتصدع

مهلا أما يكفي العذول بأن لي ... قلباً يذوب ومقلة لا تهجع

هبني أطعتك أو أجبتك ظاهراً ... كيف السبيل لما حوته الأَضلع

أنا هكذا يا لائمي بحبه ... لا أنثني أبداً فلوموا أو دعوا

أسلوه وهو لعين قلبي قرة ... وهو السلو لخاطري والمفزع

إن كان أوجع مهجتي بصدوده ... فتحولي عنه لقلبي أوجع

قالوا تعوذ من سقامك بالرقى ... فالحب آخره خبال مفجع

فأجبتهم عز السلو وليس لي ... مما أكابد مفزع أو منزع

الا شميم عرار نجد إنه ... نحو الشفاء هو الطريق المهيع

وهوى الرياض فإن فيه لعلتي ... برء وغلة كل صاد تنقع

إن الذي ورد الرياض مجاوراً ... آل السعود هو السعيد الأرفع

من مبلغ عبد العزيز بأن لي ... قلباً تصارعه الهموم فيصرع

شوقاً إليه فقد يحن تعشقاً ... قبل العيان كما يغال المسمع

كيف الوصول إلى حماك وإِنني ... فيه أعلل مهجتي لو تقنع

أصبحت بين إرادتين تناقضا ... عملا فحار الفكر فيما يصنع

قلب يحث على لقاك معجلا ... شغفاً وقلة ذات كف تمنع

أمجمعا من دين أحمد شمله ... ومفرقاً للكفر ما يتجمع

ما ألقت العليا إليك زمامها ... إلا لأنك للزعامة موضع

والعرب إن لم تأت بابك خضعاً ... فلأي باب غير بابك تخضع

لك راحتان فراحة تحيي الورى ... سيباً وبالأخرى الذعاف المنقع

تبا لمن حال عنك فإنه ... لا شك سن النادمين سيقرع

إن الذين بغوك كل منهم ... قد كان في جدوى يمينك يرتع

فأحاط بغيهم بهم فكأنهم ... خبر مضى والأرض منهم بلقع

عن حائل ما حال دونك حائل ... كلا ولا أغنى العدو المدفع

حتى ظفرت وكنت أكرم ظافر ... والغيظ عندك خير ما يتجرع

ولقد عفوت عن المسيء تكرما ... ورأيت أن العفو فيهم أنجع

سلطان قد شالت نعامته وفي ... وكد الدويش أناخ يوم أَفظع

واسأل بجدة كيف حل وقبلها ... للمعتدين بيوم تربة مصرع

وبيوم خان الرفد بابن رفادة ... وبه لدى شرك المنية أوقعوا

خذلوه وقت الاحتياج إليهم ... والغدر حاق به فماذا يصنع

فأخذته أَخذ المهيمن بغتة ... من حيث لا يدري ولا يتوقع

قد ظن خصمك منك أن ينجو وأن ... تحميه منك سيوفه والأدرع

فيخال جيش الفيل حل ومنكم ... طير أبابيل عليه وقع

مهلا أبيت اللعن ما ابن رفادة ... ليحل عهدك وهو كلب أبقع

يا منقذ العرب الذي أحيى لها ... ما قد أمات المستبد المبدع

يا منعش العدل الذي فتكت به ... من قبل أيدي الظلم فهو مضيع

يا ناشر الأمن الذي عاثت به ال ... أطماع فهو مشتت ومروع

<<  <   >  >>