للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الناس تخضع وصرفه ... ونرى الزمان وصرفه لك يخضع

لو لم تكن عند الإِله معززاً ويرى الأمانة ما لديك تضيع

ما كان ربك أمدك نصره ... يوما وكنت لبيته تستودع

قد كان ربع الوحي قبلك خائفاً ... واليوم فيك بأمنه يتمتع

ولقومك الهُجر التي شيدتها ... للعلم نزر في رباها يسطع

إني لأنظر والأمور تكهناً ... ولربما سيكون ما أَتوقع

لا بد يوماً للجزيرة كلها ... علم السعود على رباها يرفع

أمعزز العرب استمع لي نفثة ... فلأنت أكرم من يعي إذ يسمع

شكوى يضيق لها الفضاء برحبه ... لكن خلقك من شكاتي أوسع

أنا في الصميم من العراق وأهله ... لكن لغيري شاته والمرتع

يا أيها الملك التقي ومن له ... عن كل شائنة نهى وتورع

خالفت قومي في هواك مودة ... رغما لكوني أَنني أَتشيع

وقرعت بابك بالمديح محققا ... في أن بابك خير باب يقرع

أفهل أراك وهل تحوز نواظري ... ما كنت عنك من المحاسن أسمع

وله معارضا بعض الشعراء في قوله:

إني أحن إلى العراق وإنني ... لا من رصافته ولا من كرخه

فقال:

إِني إلى نجد أحن وإنني ... لا من دواسره ولا من وشمه

لكن قيصوم القصيم وشيحة ... أشهى إلى من العبير وشمه

للعرب في نجد أب من أمه ... يلقاه أحنى من أبيه وأمه

لذ فيه من جور الزمان فإنه ... ملك يجير على الزمان برغمه

سلم الفضيلة حرب كل رذيلة ... أَكرم به وبحربه وبسلمه

ملك تحكم في الزمان فقاده ... حتى تصرف كيف شاء لحكمه

كم من أخي تيه يرى كل الورى ... فوق الثرى طراً تسبح باسمه

ويظن من فرط الغرور بأنها ... تهوي الرواسي إن أشار بكمه

وافاك من حسد بمعول غيظه ... لبناءك الراسي يهم بهدمه

عرش بناه لك الإِله وشاده ... أنى يضعضعه القوي بزعمه

فغدا يعض بكفه متندما ... دعه يموت بغيظه وبسقمه

قال الشيخ سليمان بن سحمان: مادحاً الإمام عبد العزيز أعزه الله وذلك سنة ١٣٣١ لما أراد عبد العزيز الرشيد المسير إلى العراق يستنهض الأتراك على المسير إلى نجد أرسل حسين بن جراد في سرية من شمر وحرب ونزل الفيضة من السر فنهض إليه الإمام عبد العزيز بمن معه من المسلمين فصحبهم وأخذهم الله وولوا منهزمين وقتلوا عن آخرهم إلا نفراً قليلاً عفا عنهم الملك عبد العزيز أعزه الله فقال:

معالي الأمور الساميات المعالم ... لأهل التقى والجواد أهل المكارم

وبالحزم للأعدا وبالعزم في الوغى ... منال العلى بالمرهفات الصوارم

وكل معالي الخلتين أخذتها ... ونلت ذراها في الخطوب العظائم

وقد فقت أبناء الملوك جميعهم ... بجد وإقدام وصدق العزائم

يلاحظك الإسعاد أين تيممت ... بنودك لا تثنيك لومة لائم

وما قصرت أعداك في الحزم والدها ... وتقبيلهم أفكارهم للمصارم

وقد جمعوا جيشاً لهاما عرمرما ... وصالوا به واستنجدوا كل ظالم

ولكن دهاهم من دهائك فتكة ... بفتيان صدق كالأسود الضراغم

وحسن رجاء الله فيما ترومه ... بحزم وعزم والوفاء الملازم

وصدق وتدبير وحسن طوية ... حللت بها فوق السهى والنعائم

ولاحظك الإقبال والعز فاستمى ... لك النصر الإسفاف بين العوالم

وحل بهم ما حل بالناس قبلهم ... قديما من الإدبار عند الملاحم

لأمر قضاه الله جل جلاله ... وليس لأمر حمه من مصادم

فسرت إليهم بالجيوش تقودها ... لها زجل كالعارض المتراكم

لعمري لقد كانوا ليوثا لدى الوغى ... وليس لهم عند اللقا من مقاوم

أبدت بها خضراءهم فتمزقوا ... أَيادي سبا واستأصلت كل غاشم

وولت على الأعتاب حرب وما ارعوت ... ولكنهم باؤوا بشر الهزائم

وقد غودروا في فيضة السر حيثما ... طعام السباع والنسور الحوائم

ووالله ما من وقعة قبلها أتت ... عليهم فقد باؤوا بإحدى القواصم

وأخرى ستدهاهم بها في بلادهم ... وتفجأهم فيها بأسد ضياغم

يسومون في الهيجا نفوسا عزيزة ... وترخص منهم في حضور المواسم

<<  <   >  >>