وتستأصل الاعدا بها وتسومهم ... بها الخسف والإذلال سوم البهائم
بحول الذي فوق السماوات عرشه ... ويسعدك الإسعاف في كل ظالم
فيا من سما مجداً وجوداً وسؤددا ... ونال العلى بالمرهفات الصوارم
ليهنك يا شمس البلاد وبدرها ... بلوغ المنى من كل باغ وغاشم
هنيئاً لك العز المؤثل والعلى ... هنيئا هنيئا فخرها في العوالم
فهذا هو الفتح الذي جل ذكره ... وهذا هو العز الرفيع الدعائم
فلله من يوم عظيم عصبصب ... يشيب النواصي هوله في الملاحم
فشكراً لمن أَولاك عزاً ورفعة ... ونصراً وإسعافا على كل ظالم
فذي وقعة ما مثلها شاع ذكرها ... ولا مثلها فيهم أتت بالعظائم
ولا قبلها كانت عليهم فجائع ... ولا سامهم من قبلها ذل سائم
فلا زلت في عز أطيد مؤثل ... وأعداك في خفض وذل ملازم
ولا زلت وطاء على هامة العدى ... لك النقض والإبرام بين العوالم
ولا زلت كهفاً للعفاة ومعقلا ... منيعا منيعا في الخطوب العظائم
وصل على خير الأنام محمد ... وأصحابه والآل أهل المكارم
وأتباعه والتابعين لنهجهم ... على سنة المعصوم صفوة آدم
ولنميم بن عبد الرحمن آل فهيد في مدح الإمام عبد العزيز اعزه الله تعالى وذكر فيها وقعة السبلة وما أجرى الله في ذلك سنة ١٣٤٨هـ:
أَمن دنو ديار الحي في تخب ... بعد التفرق والهجران والصقب
أصبحت في حلل الأفراح مبتهجا ... بها ترنح من تيه ومن طرب
لكنه الفتح الآفاق ساطعة ... أنوار بهجته أو أنسه الهذب
فالحمد لله حمداً لا انتهاء له ... حمداً كثيراً بلا حصر ولا حسب
أف لقوم سكارى في جهالتهم ... لا يألفون سوى العدوان والشغب
سائلهم ما جنوا من سوء فعلهم ... إذ بدلوا بعد ذاك العز بالأدب
ساق الإله عليهم بالردى سحبا ... في إثرها سحب تنزج عن سحب
فأصبحوا عبرة لكل معتبر ... وهذه حالة الباغي وذي الكهب
ما بين منصرع بالأرض منجدل ... ومن بأسر رهين الهم والكرب
ويل لأُم رعاء الشاء إن لهم ... في أثر ما عزهم شغل لمكتسب
فللعرين حماة في زماجرها ... ردى الأعادي من قاص ومقترب
لئن حوت عثر أسداً ضراغمة ... ففي اليمامة أسد الغاب لم تغب
كم راغب رامها جهلاً بصولته ... قد جرعته كؤوس السم والحرب
هم العوابس يوم البأس ليس لهم ... إلا اكتساب العلى بالسيف من أرب
لا ينكر الناس أفعالا لهم سمقت ... ذباً عن الدين والأوطان والحسب
مهلاً رويداً فقد كانوا الذي علمت ... كل الخلائق فليحذر من العطب
نجدية في سراة العرب محتدها ... بطيب الذكر قد فازت وبالنسب
يقودها للعلى عبد العزيز إلى ... أن حل غرتها بالبيض واليلب
وأحرزت قصباً للسبق حاوله ... من لم ينله ولو قد جد في الطلب
لا تنثني عن بلوغ القصد عزمته ... ولا له دون نيل المجد من أرب
يبيت مجتهداً في رفع أمته ... والغير وجل باتوا وفي نصب
كم ذا أُعدد من حسنى ومفخرة ... بهن تفخر ما دامت بنو العرب
بالله ثم به أضحت مؤمنة ... كل البلاد فلا ملجا لمنتهب
تمشي السوائم الموماة راتعة ... سيان مرسلة أو كان عن هرب
من تأته قام بالأحجار يرجمها ... حتى كأن بها شيئاً من الجرب
لله أفعاله الغر التي سمقت ... فوق الثريا وحلت دارة الشهب
بنى العلى بالقنا عبد العزيز لكم ... حتى امتطيتم ونلتم شامخ الرتب
أحيى الذي كان من مجد لسالفكم ... قضت عليه صروف الدهر والنوب
وقام بالسيف في كفيه يرفعه ... إلى المعالي كوثب الضيغم الهدب
حاط الحنيفة البيضا بنصرته ... من كل منتحل للشرك مرتكب
وأصبحت بعلوم الدين زاهية ... مدارس شادها باللغو لم تشب
تلك المناقب لا زالت ممتعة ... بها الجزيرة من نجد ومن صبب
حتى اصطفى في بلاد الله منتخباً فتى العلى فيصلا أكرم بمنتخب
الأَروع الماجد المحبوب سيرته ... بين الخلائق وابن السادة النجب