للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقد يقال عثار الرجل أن عثرت ... ولا يقال عثار الرأي أن عثرا

من دبر العيش بالآراء دام له ... صفواً وجاء إليه الخطب معتذرا

يهون بالرأي ما يجري القضاء به ... من اخطأ الرأي لا يستعتب القدرا

من فاته العز بالاقلام أدركه ... بالبيض تقدح من أعطافها الشررا

بكل ابيض قد أجرى الفرند به ... ماء الردى فلو استقطرته قطرا

خاض العجاجة عرياناً فما انقشعت ... حتى اتى بدم الابطال متزرا

لا يحسن الحلم إلا في مواطنه ... ولا يليق الندى إلا لمن شكرا

ولا ينال العلى إلا فتىً شرفت ... خلاله فاطاع الدهر ما أمرا

كالصالح الملك الموهوب سطوته ... فلو توعد قلب الليث لانفطرا

لما رأى الشر قد أبدى نواجذه ... والغدر عن نابه للحرب قد كشرا

رأى اقسي اناثا في حقيقتها ... فعافها واستشار الصارم الذكرا

فجرد العزم من قبل الصفاح لها ... ملك عن البيض يستغني بما شهرا

يكاد يقرأمن عنوان همته ... ما في صفائف ظهر الغيب قد سطرا

كالبحر والدهر في يومي ندى وردى ... والليث والغيث في يومي وغى وقرى

ما جاد للناس إلا قبل ما سألوا ... ولا عفا قط إلا بعد ما قدرا

لاموه في بذله الأموال قلت لهم ... هل تقدر السحب ألا ترسل المطرا

إذا غدا الغصن غضا في منابته ... من شاء فليجن من أفنانه الثمرا

من آل ارتق المشهور ذكرهم ... إذا كان كالمسك أن أخفيته ظهرا

الحاملين من الخطي أطوله ... والناقلين من الأسياف ما قصرا

لم يرحلوا عن حمى أرض إذا نزلوا ... إلا وأبقوا بها من جودهم أثرا

تبقى صنائعهم في الأرض بعدهم ... والغيث أن سار أبقى بعده الزهرا

لله در سما الشهباء من فلك ... فكلما غاب نجم أطلعت قمراً

يا أيها الملك الباني لدولته ... ذكرا طوى ذكر أهل الأرض وانتشرا

كانت عداك لها دست فقد صدعت ... حصاة جدك ذاك الدست فانكسرا

أوقع إذا غدروا سوط العذاب بهم ... يظل يخشاك من آذى ومن غدرا

وأرعب قلوب العدى تنصر بخذلهم ... أن النبي بفضل الرعب قد نصرا

وولا تكدر بهم نفساً مطهرة ... فالبحر من يومه لا يعرف الكدرا

ظنوا تأنيك عن عجز وما علموا ... أن التأني فيهم يعقب الظفرا

أحسنتم فبغوا جهلاً وما اعترفوا ... لكم ومن كفر النعما فقد كفرا

واسعد بعيدك ذا الاضحى وضح به ... وصل وصل لرب العرش مؤتمرا

وانحر عداك فبالانعام ما صلحوا ... أن كان غيرك للأنعام قد نحرا

وقال يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:

كفى البدر حسناً أن يقال نظيرها ... فيزهى ولكنا بذاك نضيرها

وحسب غصون البان أن قوامها ... يقاس به ميادها ونضيرها

اسير حجول مطلقات لحاظها ... قضى حسنها أن لا يفك أسيرها

تهيم بها العشاق خلف حجابها ... فكيف إذا ما آن منها سفورها

وليس عجيباً أن غررت بنظرة ... إليها فمن شأن البدور غرورها

وكم نظرة قادت إلى القلب حسرة ... يقطع أنفاس الحياة زفيرها

فواعجبا كم نسلب الاسد في الوغى ... وتسابنا من أعين الحور حورها

فتور الظبى عند القراع يشينها ... وما يرهف الاجفان إلا فتورها

وجذوة حسن في الخدود لهيبها ... يشب ولكن في القلوب سعيرها

إذا انستها مقلتي خر صاعقاً ... جناني وقال القلب لادك طورها

وسرب ظباء مشرقات شموسه ... على حلة عد النجوم بدورها

تمانع عما في الكناس أسودها ... وتحرس ما تحوي القصور صقورها

تغار من الطيف الملم حماتها ... ويغضب من مر النسيم غيورها

إذا ما رأى في النوم طيفاً يزورها ... توهمه في اليوم ضيفا يزورها

نظرنا فاعدتنا السقام عيونها ... ولذنا فأولتنا النحول خصورها

وزرنا فأسد الحي تذكي لحاظها ... ويسمع في غاب الرماح زئيرها

فيا ساعد الله المحب لأنه ... يرى غمرات الموت ثم يزورها

ولما ألمت المزيارة خلة ... وسجف الدياجي مبلات ستورها

<<  <   >  >>