بيض دعاهن الغبي كواعبا ... ولو استبان الرشد قال كواكبا
وربائب فإذا رأيت نفارها ... من بسط انسك خلتهن رباربا
سفهن رأي المانوية عندما ... اسبلن من ظلم الشعور غيابها
وسفرن لي فرأين شخصاً حاضراً ... شدهت بصيرته وقلباً غائباً
أشرقن في حلل كان وميضها ... شفق تدرعه الشموس جلاببا
وغربن في كلل فقلت لصاحبي ... بأبي الضشموس الجانحات غواربا
ومعربد الحظات يثني عطفه ... فيخال من مرح الشبيبة شاربا
حلو التعتب والدلال يروعه ... عتبي ولست أراه إلا عاتبا
عاتبته فتضرجت وجناته ... وازور ألحاظا وقطب حاجبا
فإذا بني الخد الكليم وطرفه ... ذو النون إذا ذهب الغداة مغاضبا
ذو منظر تغدو القلوب لحسنه ... نهباً وان منح العيون مواهبا
لا بدع أن وهب النواظر حظوة ... من نوره ودعاه قلبي ناهبا
فمواهب السلطان قد كست الورى ... نعماً وتدعوه القساور سالبا
الناصر الملك الذي خضعت له ... صيد الملوك مشارقاً ومغاربا
ملك يرى تعب المكارم راحة ... ويعد راحات الفراغ متاعبا
بمكارم تذر السباسب أبحراً ... وعزائم تذر ابحار سباسبا
لم تخل ارض من ثناه وان خلت ... من ذكره ملئت قنا وقواضبا
ترجى مواهبه ويرهب بطشه ... مثل الزمان مسالماً ومحاربا
فإذا سطا ملأ القلوب مهابةً ... وإذا سخا ملأ العيون مواهبا
كالغيث يبعث من عطاه وابلاسبطاً ويرسل من سطاه حاصبا
كالليث يحمي غابه بزئيره ... طوراً وينشب في القنيص مخالبا
كالسيف يبدي للنواظر منظراً ... طلقاص ويمضي في الهياج مضاربا
كالسيل تحمد منه عذباً واصلا ... ويعده قوم عذاباً واصباً
كالبحر يهدي للنفوس نفائساً ... منه ويبدي للعيون عجائبا
فإذا نظرت ندى يديه ورأيه ... لم تلف إلا صيبا أو صائبا
ابقى قلاوون الفخار لولده ... ارثاً ففازوا بالثناء مكاسبا
قوم إذا سئموا الصوافن صيروا ... للمجد أخطار الامور مراكبا
عشقوا الحروب تيمناً بلقى العدى ... فكأنهم حسبوا العداة حبائبا
وكأنما ظنوا السيوف سوالفاً ... واللدن قداً والقسي حواجبا
يا أيها الملك العزيز ومن له ... شرف يجر على النجوم ذوائبا
أصلحت بين المسلمين بهمة ... تذر الاجانب بالوداد أقاربا
ووهبتهم زمن الامان فمن رأى ... ملكا يكون له الزمان مواهبا
فرأوا خطاباً كان خطباً فادحاً ... لهم وكتباً كن قبل كتائبا
وحرست ملكك من رجيم مارد ... بعزائم أن صلت كن قواضبا
حتى إذا خطف المكافح خطفة ... أتعبته منها شهابا ثاقبا
لا ينفع التجريب خصمك بعدما ... أفنيت من أفنى الزمان تجاربا
صرمت شمل المارقين بصارم ... تبديه مسلوباً فيجع سالبا
صافي الفند حكى صباحاً جامداً ... أبدى النجيع به والعجاج سحائبا
وكتيبة تذر الصهيل رواعدا ... والبيض برقاً والعجاج سحائبا
حتى إذا ريح الجلاد حدت لها ... مطرت فكان الوبل نبلا صائبا
بذوائب ملد يخلن أراقماً ... وشوائل جرد يخلن عقاربا
تطأ الصدور من الصدور كأنما ... تعتاض من وطء التراب ترائبا
فاقمت تقسم للوحوش وظائفا ... فيها وتصنع للنسور مآدبا
وجعلت هامات الكماة منابراً ... وأقمت حد السيف فيها خاطبا
يا راكب الطر الجليل وقوله ... فخراً بمجدك لا عدمت الراكبا
صيرت أسحار السماح بواكراً ... وجعلت أيام الكفاح غياهبا
وبذلت للمداح صفو خلائق ... لو إنها للبحر طاب مشاربا
فرأوك في جنب النضار مفرطاً ... وعلى صلاتك والصلاة مواظبا
أن يحرس الناس النضار بحاجب ... كان السماح لعين مالك حاجبا
لم يملؤوا فيك البيوت غرائبا ... إلا وقد ملأوا البيوت رغائبا
أوليتني قبل المديح عناية ... وملأت عيني هيبة ومواهبا
ورفعت قدري في الانام وقد رأوا ... مثلي لمثلك خاطباً ومخاطباً