للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حَتَّى مَرُّوا بِهِمْ، فَإِنْ كَانُوا أَخَذُوا مِنْهُمْ الْفِدَاءَ عَلَى أَنْ يَكُفُّوا عَنْهُمْ وَعَنْ حِصْنِهِمْ مَا دَامُوا فِي حِصْنِهِمْ حَلَّ قِتَالُهُمْ أَيْضًا، لِانْتِهَاءِ الصُّلْحِ بِخُرُوجِهِمْ مِنْهَا، وَإِنْ كَانَ وَقَعَ الْفِدَاءُ عَلَى أَنْ يَكُفُّوا عَنْهُمْ وَعَنْ حِصْنِهِمْ، فَلَيْسَ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَعْرِضُوا لَهُمْ مَا لَمْ يُقَاتِلُوهُمْ، وَإِنْ كَانَ مَلِكُهُمْ بَعَثَ قَوْمًا فَأَنْزَلَهُمْ الْحِصْنَ فَقَاتَلَهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ بُعِثُوا وَسِعَ الْمُسْلِمِينَ قِتَالُ أَهْلِ الْحِصْنِ وَتَخْرِيبُ الْحِصْنِ وَالْكَنَائِسِ.

؛ لِأَنَّ أُولَئِكَ مِنْهُمْ، وَإِنَّمَا نَزَلُوا حِصْنَهُمْ لِيَنْصُرُوهُمْ، وَلِيَزْدَادُوا قُوَّةً بِهِمْ، فَكَانَ قِتَالُهُمْ كَقِتَالِ أَهْلِ الْحِصْنِ.

٢١٦٢ - وَلَوْ كَانَتْ السَّرِيَّةُ مَبْعُوثَةً مِنْ الْجُنْدِ فِي دَارِ الْحَرْبِ، فَأَخَذُوا مِنْ أَهْلِ الْحِصْنِ الْفِدَاءَ مِنْ كَنَائِسِهِمْ، ثُمَّ مَضَتْ وَجَاءَ الْعَسْكَرُ فَأَرَادُوا هَدْمَ الْكَنَائِسِ، وَعَلِمُوا مَا صَنَعَتْ السَّرِيَّةُ، فَإِنْ كَانَ أَهْلُ الْعَسْكَرِ عِنْدَ الصُّلْحِ بِالْقُرْبِ مِنْ الْحِصْنِ، عَلَى وَجْهٍ لَوْ اسْتَعَانَتْ بِهِمْ السَّرِيَّةُ قَدَرُوا عَلَى أَنْ يُعِينُوهُمْ، فَلَيْسَ لِأَهْلِ الْعَسْكَرِ أَنْ يُخَرِّبُوا كَنَائِسَهُمْ.

لِأَنَّهُمْ كَانُوا رِدْءًا لِلسَّرِيَّةِ، وَالرِّدْءُ فِي الْحُكْمِ كَالْمُبَاشِرِ، فِيمَا يَكُونُ مِنْ أَمْرِ الْحَرْبِ

<<  <   >  >>