مَنَعَةٌ أَيْضًا، ثُمَّ لَقُوا قِتَالًا، فَأَصَابُوا غَنَائِمَ، فَجَمِيعُ مَا أَصَابَ الَّذِينَ دَخَلُوا بِإِذْنِ الْإِمَامِ يُخَمَّسُ، وَالْبَاقِي بَيْنَهُمْ عَلَى سِهَامِ الْغَنِيمَةِ.
لِأَنَّهُمْ قَاهِرُونَ، بِاعْتِبَارِ إذْنِ الْإِمَامِ.
٢٤١١ - وَمَا أَصَابَ الْفَرِيقَ الْآخَرَ فَهُوَ لَهُمْ خَاصَّةً، الْفَارِسُ وَالرَّاجِلُ فِيهِ سَوَاءٌ، وَلَا شَرِكَةَ لِغَيْرِ الْآخِذِ فِيهِ مَعَ الْآخِذِ.
لِأَنَّهُمْ لُصُوصٌ، إذْ لَيْسَ لَهُمْ إذْنٌ مِنْ الْإِمَامِ، وَلَا مَنَعَةَ بِهَا يَصِيرُونَ قَاهِرِينَ قَبْلَ الِالْتِقَاءِ وَلَا بَعْدَهُ.
فَإِنْ قِيلَ: لِمَاذَا لَمْ يُجْعَلْ الَّذِينَ دَخَلُوا بِإِذْنِ الْإِمَامِ فِي حَقِّهِمْ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْمَنَعَةِ حَتَّى يَكُونُوا مَدَدًا لَهُمْ؟ قُلْنَا: لِأَنَّ أَهْلَ الْمَنَعَةِ إنَّمَا صَارُوا مَدَدًا لَهُمْ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُمْ أَحْرَزُوا مَا أَصَابُوا بِقُوَّتِهِمْ وَمَنَعَتِهِمْ، وَهَذَا غَيْرُ مَوْجُودٍ هَا هُنَا، وَإِنَّمَا يَثْبُتُ حُكْمُ الْغَنِيمَةِ فِيمَا أَصَابَ الَّذِينَ دَخَلُوا بِإِذْنِ الْإِمَامِ، لِوُجُودِ الْإِذْنِ حُكْمًا، وَهَذَا مَقْصُورٌ عَلَى مُصَابِهِمْ، لَا يَتَعَدَّى إلَى مُصَابِ الْفَرِيقِ الْآخَرِ.
٢٤١٢ - فَأَمَّا إذَا كَانُوا أَهْلَ مَنَعَةٍ فَحُكْمُ الْغَنِيمَةِ فِيمَا أَصَابُوا بِاعْتِبَارِ مَنَعَتِهِمْ حِسًّا، فَيَتَعَدَّى مِنْ ذَلِكَ إلَى مَا أَصَابَ الْفَرِيقُ الْآخَرُ حِينَ أَحْرَزُوهُ بِمَنَعَتِهِمْ، فَإِذَا كَانُوا بَعْدَ الِاجْتِمَاعِ أَهْلَ مَنَعَةٍ يُخَمَّسُ جَمِيعُ مَا أَصَابُوا، وَالْبَاقِي بَيْنَهُمْ عَلَى سِهَامِ الْغَنِيمَةِ، لَقُوا قِتَالًا أَوْ لَمْ يَلْقَوْا.
لِأَنَّ بِالِالْتِقَاءِ قَدْ تَغَيَّرَ حَالُهُمْ فَقَدْ صَارُوا بِهِ أَهْلَ مَنَعَةٍ وَلِهَذَا تَغَيَّرَ الْحُكْمُ فِيمَا أَصَابَ كُلُّ فَرِيقٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute