أَهْلَ الْحَرْبِ، فَمَا أَصَابَ الْأُسَرَاء قَبْل أَنْ يَلْتَحِق بِهِمْ الْمُسْتَأْمَنُونَ يُخَمَّس، وَالْبَاقِي لَهُمْ خَاصَّة.
لِأَنَّهُمْ أَخَذُوا ذَلِكَ، وَالْأَخْذُ حَلَالٌ لَهُمْ.
٢٤٤٥ - وَالْمُسْتَأْمَنُونَ بِالِالْتِحَاقِ بِهِمْ مَا صَارُوا مَدَدًا لَهُمْ فِي ذَلِكَ.
لِأَنَّهُمْ لَمْ يُقَاتِلُوا مَعَهُمْ دَفْعًا عَنْ ذَلِكَ، وَلَا حَدَثَتْ لَهُمْ الْمَنَعَةُ بِالْتِحَاقِهِمْ بِهِمْ، فَقَدْ كَانُوا أَهْلَ مَنَعَةٍ قَبْلَ ذَلِكَ.
٢٤٤٦ - وَكَذَلِكَ مَا أَصَابُوا بَعْدَمَا الْتَحَقَ بِهِمْ الْمُسْتَأْمَنُونَ.
لِأَنَّهُمْ لَمْ يَصِيرُوا مُحَارِبِينَ لِأَهْلِ الْحَرْبِ حِينَ لَمْ يَنْبِذُوا إلَيْهِمْ، فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ اللُّصُوصِ فِي ذَلِكَ فِي اخْتِصَاصِهِمْ بِالْمُصَابِ، لِمَعْنًى فِقْهِيٍّ، وَهُوَ أَنَّ الْأَمَانَ بَيْنَ أَهْلِ الْحَرْبِ وَبَيْنَ الْمُسْتَأْمَنِينَ يَبْقَى بَعْدَ مَا الْتَحَقُوا بِهِمْ، إذَا كَانُوا لَمْ يُنَابِذُوا أَهْلَ الْحَرْبِ، وَمَعَ بَقَاءِ الْأَمَانِ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُجْعَلُوا كَالرِّدْءِ وَالْمَدَدِ لَهُمْ، فِيمَا أَصَابُوا، فَلِهَذَا لَا يُشَارِكُهُمْ الْمُسْتَأْمَنُونَ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ مَا أَصَابُوا غَنِيمَةً بِاعْتِبَارِ مَنَعَتِهِمْ حَتَّى يُخَمِّسَ، وَيُقْسِمَ مَا بَقِيَ بَيْنَهُمْ عَلَى سِهَامِ الْغَنِيمَةِ.
٢٤٤٧ - وَإِنْ كَانُوا قَدْ نَابَذُوا أَهْلَ الْحَرْبِ، وَالْمَسْأَلَةُ بِحَالِهَا، فَمَا أَصَابُوهُمْ وَالْمُسْتَأْمَنُونَ بَعْدَ النَّبْذِ فَهُوَ فَيْءٌ بَيْنَهُمْ جَمِيعًا.
لِأَنَّ أَمَانَ الْمُسْتَأْمَنِينَ حِينَ انْتَهَى بِالْوُصُولِ إلَيْهِمْ، فَإِنَّهُمْ الْتَحَقُوا بِمَنَعَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، هُمْ مُقَاتِلُونَ لِأَهْلِ الْحَرْبِ، مُنَابِذُونَ، فَكَانُوا بِمَنْزِلَةِ الرِّدْءِ لَهُمْ فِيمَا أَصَابُوا بَعْدَ الِالْتِحَاقِ بِهِمْ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute