للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلِأَنَّهُ بِهَذِهِ الْخِيَانَةِ أَظْهَرَ الْمَيْلَ إلَى الْمُشْرِكِينَ، وَأَظْهَرَ الْعَدَاوَةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ حَيْثُ دَلَّهُمْ عَلَى مَا فِيهِ هَلَاكُهُمْ بَعْدَ مَا طَلَبُوا مِنْهُ الدَّلَالَةَ عَلَى الطَّرِيقِ الَّذِي يَكُونُ السُّلُوكُ فِيهِ سَبَبًا لِنَجَاتِهِمْ.

- وَإِنْ رَأَى الْمُسْلِمُونَ رَاهِبًا فِي صَوْمَعَتِهِ حَبَشِيًّا، وَالْقَوْمُ رُومٌ، فَاسْتَنْكَرُوهُ فَلْيَسْأَلُوهُ عَنْ أَمْرِهِ؛ لِأَنَّهُ اشْتَبَهَ عَلَيْهِمْ حَالُهُ، فَطَرِيقُ إزَالَةِ الِاشْتِبَاهِ السُّؤَالُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: ٤٣] ثُمَّ فَائِدَةُ السُّؤَالِ قَبُولُ الْبَيَانِ مِنْ الْمَسْئُولِ عَنْهُ إذَا لَمْ يَظْهَرْ فِي كَلَامِهِ تُهْمَةٌ وَخِيَانَةٌ.

٢٧٧٧ - فَإِنْ قَالَ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ نَصَارَى الْجَيْشِ تَرَهَّبْت هَا هُنَا صَدَّقُوهُ، بِقَوْلِهِ، وَلَمْ يَعْرِضُوا لَهُ. لِأَنَّ مَا أَخْبَرَهُمْ بِهِ مُحْتَمَلٌ.

- وَإِنْ قَالَ: كُنْت عَبْدًا لِرَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَكُنْت نَصْرَانِيًّا، فَتَرَهَّبْت هَا هُنَا، أَخَذُوهُ فَرَدُّوهُ عَلَى مَوْلَاهُ. لِأَنَّهُ أَقَرَّ بِأَنَّهُ عَبْدٌ آبِقٌ، وَمَنْ تَمَكَّنَ مِنْ رَدِّ الْآبِقِ عَلَى مَوْلَاهُ فَعَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ.

- وَإِنْ قَالَ: أَسَرَنِي أَهْلُ الْحَرْبِ فَأَعْتَقُونِي فَتَرَهَّبْت فَإِنَّهُ لَا يُصَدَّقُ، وَلَكِنَّهُ يُؤْخَذُ فَيُرَدُّ عَلَى مَوْلَاهُ، لِأَنَّهُ أَقَرَّ بِالرِّقِّ

<<  <   >  >>