الْقِلَادَةَ عَرَفَهَا وَرَقَّ لَهَا ثُمَّ قَالَ: إنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا وَتَرُدُّوا إلَيْهَا مَتَاعَهَا فَعَلْتُمْ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ» .
٣١٥٣ - وَصَحَّ أَنْ الْعَبَّاسَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -، فَدَى نَفْسَهُ يَوْمَئِذٍ بِمَالٍ، وَفِيهِ نَزَلَ قَوْله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ الْأَسْرَى} [الأنفال: ٧٠] الْآيَةُ وَأَشَارَ مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - إلَى تَأْوِيلٍ آخَرَ فَقَالَ: قَدْ كَانُوا يَوْمَئِذٍ مُحْتَاجِينَ إلَى الْمَالِ حَاجَةً عَظِيمَةً، لِأَجْلِ الِاسْتِعْدَادِ لِلْقِتَالِ، وَعِنْدَ الضَّرُورَةِ لَا بَأْسَ بِالْمُفَادَاةِ بِالْمَالِ، وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ أَيْضًا مَا يُرْوَى «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا سَبَى الذَّرَارِيَّ وَالنِّسَاءَ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ بَعَثَ بِنِصْفِ السَّبْيِ مَعَ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ إلَى نَجْدٍ، فَبَاعَهُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بِالسِّلَاحِ وَالْحَيَوَانِ، وَبِالنِّصْفِ الْبَاقِي مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ إلَى الشَّامِ لِيَشْتَرِيَ بِهِمْ السِّلَاحَ وَالْكُرَاعَ» ، وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِحَاجَتِهِمْ كَانَتْ إلَى السِّلَاحِ يَوْمَئِذٍ، وَظَاهِرُ الْمَذْهَبِ عِنْدَنَا بِأَنَّ الْمُفَادَاةَ بِالْمَالِ لَا يَجُوزُ الْيَوْمَ بِحَالٍ، وَإِنَّ مَا يُرْوَى فِي هَذَا الْبَابِ حُكْمُهُ قَدْ انْتَسَخَ، وَذَكَرَ تَأْوِيلَ الْمُفَادَاةِ فِي سَبْيِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَقَالَ: إنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ظَهْرَ عَلَى دَارِهِمْ فَافْتَدَى بِهِمْ لِئَلَّا يَجْرِيَ عَلَيْهِمْ الرِّقُّ.
قَالَ: أَلَا تَرَى أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute