للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لِأَنَّهُ سَبَبٌ لِمِلْكِ نَفْسِهِ بِطَرِيقِ الْقَهْرِ، وَالْمَمْلُوكُ إذْ مَلَكَ نَفْسَهُ عَلَى مَوْلَاهُ عَتَقَ، وَلِهَذَا لَوْ كَانَ خُرُوجُهُ إلَيْنَا بِأَمَانٍ لَمْ يُعْتَقْ، وَلَكِنَّهُ يُبَاعُ وَيُدْفَعُ ثَمَنُهُ إلَى مَوْلَاهُ إذَا جَاءَ يَطْلُبُهُ.

لِأَنَّ خُرُوجَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَى قَصْدِ الْمُرَاغَمَةِ، فَلَا يَتَمَلَّكُ بِهِ نَفْسَهُ عَلَى مَوْلَاهُ.

٣٢٢٦ - فَإِنْ كَانَ الْأُسَرَاءُ الَّذِينَ كَانُوا عِنْدَهُمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَحْرَارًا، فَأَبَى مَوَالِيهِمْ الَّذِينَ طَلَبُوهُمْ أَنْ يَبِيعُوهُمْ، فَرَأَى الْإِمَامُ أَنْ يُقَوِّمَهُمْ وَيُعْطِيَهُمْ قِيمَتَهُمْ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَيُجْبِرَهُمْ عَلَى ذَلِكَ فَلَا بَأْسَ بِهِ، لِمَا فِيهِ مِنْ الْحَاجَةِ إلَى تَخْلِيصِ أُسَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَلِمَا فِي امْتِنَاعِهِمْ مِنْ الضَّرَرِ الْعَامِّ. وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ لِلْإِمَامِ وِلَايَةُ الْحَجَرِ عَلَى صَاحِبِ الْمَالِ فِي مِثْلِهِ.

٣٢٢٧ - فَإِنْ كَانُوا صَارُوا مُدَبَّرِينَ أَوْ أُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ فَأَبَى مَوَالِيهِمْ أَنْ يَفْعَلُوا، أَوْ كَانُوا. قَدْ أَسْلَمُوا فَإِنَّ الْإِمَامَ يُخْبِرُ أَهْلَ الْحَرْبِ الَّذِينَ أُخِذَ مِنْهُمْ الْأُسَرَاءُ أَنَّهُ لَا سَبِيلَ لِدَفْعِ أَصْحَابِكُمْ إلَيْكُمْ، فَإِنْ شِئْتُمْ دَفَعْنَا إلَيْكُمْ قِيمَتَهُمْ. لِأَنَّهُ إنَّمَا شَرَطَ لَهُمْ إعْطَاءَ عَبِيدٍ فَأَمَّا مَا كَانُوا عَبِيدَ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ تَعَذَّرَ إعْطَاؤُهُمْ فَيُعْطِيهِمْ قِيمَتَهُمْ، وَإِنَّمَا يُعْطِيهِمْ ذَلِكَ لِيَطْمَئِنُّوا إلَى الْمُسْلِمِينَ

<<  <   >  >>