لِأَنَّ الْمَعْنَى (٨٣ ب) الَّذِي لِأَجْلِهِ وَجَبَ تَصْدِيقُهُمْ إذَا ادَّعُوا بَعْضَ مَا فِيهَا، وَذَلِكَ الْمَعْنَى مَوْجُودٌ فِي الْكُلِّ. وَلَكِنَّ هَذَا إذَا لَمْ يُعْلَمْ خِلَافَ ذَلِكَ. بِأَنْ كَانُوا قَوْمًا مَعْرُوفِينَ بِأَنَّهُمْ رُءُوسُ أَهْلِ الْمَطْمُورَةِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ يُعْلَمُ خِلَافُ ذَلِكَ لَا يُصَدَّقُونَ. لِأَنَّ التَّصْدِيقَ هُنَا بِاعْتِبَارِ نَوْعٍ مِنْ الظَّاهِرِ، وَيَسْقُطُ اعْتِبَارُ ذَلِكَ إذَا ظَهَرَ دَلِيلُ الْكَذِبِ.
٤٦١ - قَالَ: وَلَا يَدْخُل فِي الْمَتَاعِ نَقْدٌ وَلَا تِبْرٌ وَلَا حُلِيٌّ وَلَا جَوْهَرٌ. لِأَنَّ الْمَتَاعَ وَإِنْ كَانَ اسْمًا لِمَا يُسْتَمْتَعُ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ وَلَكِنَّ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَالْحُلِيَّ اخْتَصَّتْ بِاسْمٍ آخَرَ وَهُوَ الْعَيْنُ أَوْ الْجَوْهَرُ، وَذَلِكَ يَمْنَعُ دُخُولَهَا فِي مُطْلَقِ اسْمِ الْمَتَاعِ وَلِأَنَّ الْمَتَاعَ مَا يَكُونُ مُبْتَذَلًا فِي الِاسْتِمْتَاعِ بِهِ عَلَى وَجْهٍ يَفْنَى بِالِاسْتِمْتَاعِ، وَهَذَا لَا يُوجَدُ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأَعْيَانِ لِنَفَاسَتِهَا، وَيَدْخُلُ فِي الْمَتَاعِ مَا سِوَاهَا مِنْ الثِّيَابِ وَالْفُرُشِ وَالسُّتُورِ وَجَمِيعِ مَتَاعِ الْبَيْتِ، وَفِي الْقِيَاسِ لَا يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الْأَوَانِي. لِأَنَّ فِي عُرْفِ الِاسْتِعْمَالِ يُعْطَفُ الْأَوَانِي عَلَى الْأَمْتِعَةِ، وَالشَّيْءُ لَا يُعْطَفُ عَلَى نَفْسِهِ، وَالْعَطْفُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْأَوَانِيَ غَيْرُ الْأَمْتِعَةِ. وَفِي الِاسْتِحْسَانِ الْأَوَانِي الَّتِي يُنْتَفَعُ بِهَا فِي الْبُيُوتِ تَدْخُلُ فِي الْمَتَاعِ. لِأَنَّ الْمَفْهُومَ عِنْدَ النَّاسِ مِنْ مُطْلَقٍ اسْمِ الْمَتَاعِ مَا يُسْتَمْتَعُ بِهِ فِي الْبُيُوتِ، وَيَتَأَتَّى بِهِ السُّكْنَى وَالْمُقَامُ فِي الْبُيُوتِ. وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي الْأَوَانِي.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute