للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْعِرَاقِ قَالَ لِجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ: لَك وَلِقَوْمِك رُبْعُ مَا غَلَبْتُمْ عَلَيْهِ فَفَتَحُوا السَّوَادَ. ثُمَّ جَعَلَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - الْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْضَ خَرَاجٍ. وَلَمْ يَمْنَعْهُ مَا نَفَّلَ جَرِيرًا وَقَوْمَهُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: وَبَلَغَنَا أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْهُ فَقَالَتْ: إنَّ ذَا قَرَابَةٍ لِي مَاتَ مِنْ الْغُزَاةِ فَتَرَكَ نَصِيبَهُ مِنْ ذَلِكَ مِيرَاثًا، وَلَسْت أُسَلِّمُ مَا صَنَعْت إلَّا أَنْ تُعْطِيَنِي دَنَانِيرَ. فَأَعْطَاهَا كَفًّا مِنْ دَنَانِيرَ.

وَفِي الْمَغَازِي يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ أَنَّهَا قَالَتْ: لَسْت أَرْضَى حَتَّى تَمْلَأَ كَفِّي ذَهَبًا وَتَحْمِلَنِي عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ. فَفَعَلَ ذَلِكَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.

فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ بَعْدَ الْإِحْرَازِ يُورَثُ نَصِيبُهُ. وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْإِمَامِ أَنْ يَسْتَرْضِيَ أَصْحَابَ النَّفْلِ بِأَنْ يُعْطِيَهُمْ شَيْئًا إذَا أَرَادَ الْمَنَّ عَلَى أَهْلِ الْأَرَاضِي بِهَا. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

<<  <   >  >>