للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- فَإِنْ كَانَ فِي مَوْضِعٍ مِنْ الْهَوَاءِ أَعْلَى مِنْ أَنْ يَصِلَ سِلَاحُ الْعَدُوِّ إلَيْهِ فَتُوهِقُهُ أَهْلُ الْحَرْبِ بِوَهَقٍ حَتَّى رَمَوْا بِهِ فِي الْمَطْمُورَةِ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ النَّفْلِ شَيْءٌ.

لِأَنَّهُ مُلْقَى فِي الْمَطْمُورَةِ بِفِعْلِ فَاعِلٍ مُعْتَبَرٍ، وَلَيْسَ بِدَاخِلٍ فِيهَا عَلَى وَجْهٍ يَكُونُ فِيهِ إظْهَارُ الْجُرْأَةِ. فَلَا يَسْتَحِقُّ النَّفَلَ.

- وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْمَطْمُورَةِ طَلَبُوا الصُّلْحَ عَلَى أَنْ يُؤَمِّنُوا الرِّجَالَ وَيَأْخُذُوا الْأَمْوَالَ وَالذُّرِّيَّةَ، وَأَدْخَلُوا النَّاسَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ. فَنَظَرُوا فَإِذَا عِدَّةُ الرِّجَالِ خَمْسُونَ. فَأَجَابُوهُمْ إلَى مَا الْتَمَسُوا مِنْ الصُّلْحِ. ثُمَّ لَمَّا دَخَلُوا وَجَدُوا فِيهَا أَلْفَ رَجُلٍ. فَإِذَا الْمَطْمُورَةُ أَمْيَالٌ فِي الْأَرْضِ إلَّا أَنَّ بَابَهَا الَّذِي يَخْرُجُ أَهْلُهَا مِنْهُ إلَى الْأَرْضِ وَاحِدٌ. فَهَذِهِ مَطْمُورَةٌ وَاحِدَةٌ، وَجَمِيعُ مَنْ فِيهَا مِنْ الرِّجَالِ آمِنٌ لَا سَبِيلَ عَلَيْهِمْ.

لِأَنَّ بَابَ الْمَطْمُورَةِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَاحِدٌ. فَتَكُونُ مَطْمُورَةً وَاحِدَةً، بِمَنْزِلَةِ دَارٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فِيهَا حُجَرٌ وَمَقَاصِيرُ، وَلَكِنَّ بَابَهَا إلَى السِّكَّةِ وَاحِدٌ. فَإِنَّهَا تَكُونُ بِمَنْزِلَةِ دَارٍ وَاحِدَةٍ. ثُمَّ قَدْ آمَنُوا الرِّجَالَ الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَطْمُورَةِ. وَإِنَّمَا ظَنُّوا قِلَّةَ عَدَدِهِمْ. وَلَا يُبْنَى الْحُكْمُ عَلَى الظَّنِّ، وَإِنَّمَا يُبْنَى عَلَى مَا صَرَّحُوا بِهِ. فَكَانُوا جَمِيعًا آمَنِينَ.

<<  <   >  >>