للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِأَنَّ الْقِتَالَ مَا دَامَ قَائِمًا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ فَالْإِصَابَةُ لَا تَتِمُّ. إذْ الْمُشْرِكُونَ قَاصِدُونَ إلَى الِاسْتِنْقَاذِ مِنْ أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّمَا تَمَّتْ الْإِصَابَةُ فِي الْكُلِّ بِقُوَّةِ الَّذِينَ أَتَوْهُمْ رِدْءًا.

- وَلَوْ كَانُوا حِينَ غَنِمُوا غَنَائِمَ كَفُّوا عَنْ الْقِتَالِ، فَأَتَى كُلُّ فَرِيقٍ عَسْكَرَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْمَدَدُ لَمْ يُشَارِكُوهُمْ فِي شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْغَنَائِمِ.

لِأَنَّ الْوَقْعَةَ الَّتِي أُصِيبَ فِيهَا تِلْكَ الْغَنَائِمُ قَدْ انْقَضَتْ، فَإِنَّمَا الشَّرِكَةُ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ (ص ٣٠٤) حَقِيقَةً وَحُكْمًا، وَلِأَنَّ الْإِصَابَةَ قَدْ تَمَّتْ فِي تِلْكَ الْغَنِيمَةِ. حَقِيقَةً بِتَفْرِيقِ الْفَرِيقَيْنِ. وَحُكْمًا بِالْإِحْرَازِ بِدَارِ الْإِسْلَامِ. لِأَنَّهُمْ إنَّمَا يُقَاتِلُونَ الْعَدُوَّ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ. وَلَا شَرِكَةَ لِلْمَدَدِ بَعْدَ الْإِحْرَازِ حَقِيقَةً وَحُكْمًا.

- فَإِنْ عَادُوا إلَى الْعَدُوِّ مِنْ الْغَدِ وَقَاتَلُوهُمْ وَأَصَابُوا غَنَائِمَ، شَارَكُوهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ الثَّانِيَةِ.

لِأَنَّهُمْ شَهِدُوا الْوَقْعَةَ فِيهَا، وَإِنَّمَا صَارَتْ مُحْرَزَةً بِمُبَاشَرَتِهِمْ الْقِتَالَ أَوْ قُرْبِهِمْ بِأَنْ كَانُوا رِدْءًا لِلْجَيْشِ.

- وَإِنْ كَانُوا حِينَ لَقُوا الْعَدُوَّ مِنْ الْغَدِ قَاتَلُوهُمْ فَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ إلَى خَنْدَقِهِمْ، فَمَنَعَهُمْ الْمَدَدُ الَّذِينَ جَاءُوا حَتَّى هَزَمُوا عَنْهُمْ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالُوا نُشَارِكُكُمْ فِي الْغَنَائِمِ الْأُولَى لِأَنَّا دَفَعْنَا الْمُشْرِكِينَ عَنْهَا بِالْقِتَالِ، لَمْ يُلْتَفَتْ إلَى قَوْلِهِمْ. لِأَنَّهَا صَارَتْ مُحْرَزَةً بِدَارِ الْإِسْلَامِ قَبْلَ هَذَا الْقِتَالِ. وَالْقِتَالُ لِلدَّفْعِ

<<  <   >  >>