للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَإِنْ رَأَى الْإِمَامُ النَّظَرَ لِلْمُسْلِمِينَ فِي الْمَنِّ عَلَيْهِمْ عَلَى بَعْضِ الْأَسَارَى، فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ أَيْضًا لِمَا رُوِيَ «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنَّ عَلَى ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ الْحَنَفِيِّ حِينَ أَسَرَهُ الْمُسْلِمُونَ وَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سِوَارِي الْمَسْجِدِ. فَخَرَجَ إلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: مَا وَرَاءَك يَا ثُمَامَةُ؟ فَقَالَ: إنْ عَاقَبْتَ عَاقَبْتَ ذَا ذَنْبٍ، وَإِنْ مَنَنْتَ مَنَنْتَ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ أَرَدْتَ الْمَالَ فَعِنْدِي مِنْ الْمَالِ مَا شِئْتَ. فَمَنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (ص ٣٤٢) بِشَرْطِ أَنْ يَقْطَعَ الْمِيرَةَ عَنْ أَهْلِ مَكَّةَ. فَفَعَلَ ذَلِكَ حَتَّى قَحَطُوا» .

وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ أَنَّ لَهُ أَنْ يَمُنَّ عَلَى الرِّقَابِ تَبَعًا لَلْأَرَاضِي، لِأَنَّ فِيهِ مَنْفَعَةً لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ حَيْثُ الْجِزْيَةُ وَالْخَرَاجُ. فَعَرَفْنَا أَنَّهُ يَجُوزُ ذَلِكَ عِنْدَ الْمَنْفَعَةِ لِلْمُسْلِمِينَ.

وَذُكِرَ: عَنْ «جَابِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا لِلْمَقِيلِ، ثُمَّ دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجِئْته وَعِنْدَهُ رَجُلٌ جَالِسٌ. فَقَالَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: إنَّ هَذَا جَاءَ وَأَنَا نَائِمٌ، فَسَلَّ سَيْفِي ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ: مَنْ يَمْنَعُك مِنِّي الْيَوْمَ؟ فَقُلْت: اللَّهُ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ يَمْنَعُك مِنِّي الْيَوْمَ؟ فَقُلْت: اللَّهُ. ثُمَّ شَامَ

<<  <   >  >>