الْآفَاقِ، وَقِيلَ: مَنْسُوبٌ إِلَى الْأُمَّةِ الَّتِي لَا تَقْرَأُ، وَلَا تَكْتُبُ فِي الْأَكْثَرِ الْأَغْلَبِ، وَهُمُ الْعَرَبُ، وَقِيلَ: إِلَى جَمِيعِ الْأُمَّةِ لِكَثْرَةِ اهْتِمَامِهِ بِأَمْرِهَا، وَقِيلَ: إِلَى أُمِّ الْكِتَابِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى أُصُولِهِ، وَهِيَ الْفَاتِحَةُ إِمَّا بِمَعْنَى أَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَيْهِ، أَوْ لِأَنَّهُ صَدَّقَ بِهَا وَدَعَا إِلَى التَّصْدِيقِ بِهَا، وَقِيلَ: إِلَى الْأُمَّةِ، وَهِيَ الْعَامَّةُ ; لِأَنَّهُ بُعِثَ إِلَى كَافَّةِ الْخَلْقِ، (" وَأَزْوَاجِهِ ") ، أَيْ: نِسَائِهِ الطَّاهِرَاتِ (" أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ") ، أَيْ: مِنْ جِهَةِ التَّعْظِيمِ، وَالتَّكْرِيمِ (" وَذُرِّيَّتِهِ ") ، أَيْ: أَوْلَادِهِ، وَأَحْفَادِهِ (" وَأَهْلِ بَيْتِهِ ") : قَالَ الطِّيبِيُّ: مِنْ عَطْفِ الْعَامِّ عَلَى الْخَاصِّ عَلَى طَرِيقَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: ٨٧] كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ: لَا شَكَّ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَاخِلٌ فِي آلِ إِبْرَاهِيمَ فَلَا إِشْكَالَ فِي التَّشْبِيهِ، تَحْصُلُ لَهُ الصَّلَاةُ مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً بِانْفِرَادِهِ، وَمَرَّةً تَحْتَ الْعُمُومِ، (" إِنَّكَ حُمَيْدٌ مَجِيدٌ ") : اسْتِئْنَافٌ فِيهِ مَعْنَى التَّعْلِيلِ، (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) ، أَيْ: فِي سُنَنِهِ، وَابْنُ حُمَيْدٍ فِي مُسْنَدِهِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرَوَاهُ مَالِكٌ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ: وَهُوَ أَصَحُّ، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا: " «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى فَلْيَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ - وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: ١٨٠ - ١٨٢] » .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute