للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٤٣ - وَعَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «خُذُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا» ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ــ

١٢٤٣ - (" وَعَنْهَا ") ، أَيْ: عَنْ عَائِشَةَ (قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا مِنَ الْأَعْمَالِ ") ، أَيِ: الْأَوْرَادِ مِنَ الْأَذْكَارِ وَسَائِرِ النَّوَافِلِ مِنْ قَبِيلِ الْأَفْعَالِ وَالْأَقْوَالِ (" مَا تُطِيقُونَ ") ، أَيِ: الْمُدَاوَمَةُ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: يَعْنِي لَا تَحْمِلُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوْرَادًا كَثِيرَةً بِحَيْثُ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى مُدَاوَمَتِهَا فَتَتْرُكُونَهَا، (" فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ ") : قَالَ: ابْنُ الْمَلَكِ: مَعْنَى الْمَلَالِ مِنَ اللَّهِ تَرْكُ إِعْطَاءِ الثَّوَابِ، (" حَتَّى تَمَلُّوا ") ، أَيْ: تَتْرُكُوا عِبَادَتَهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُعْرِضُ عَنْكُمْ إِعْرَاضَ الْمَلُولِ عَنِ الشَّيْءِ، وَلَا يَقْطَعُ عَنْكُمُ الثَّوَابَ وَالرَّحْمَةَ مَا بَقِيَ لَكُمْ نَشَاطُ الطَّاعَةِ، وَقِيلَ: لَا يَتْرُكُ فَضْلَهُ عَنْكُمْ حَتَّى تَتْرُكُوا سُؤَالَهُ، وَذُكِرَ بِهَذِهِ الْعِبَارَةِ لِلِازْدِوَاجِ مِثْلَ {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: ٦٧] ، وَإِلَّا فَالْمَلَالُ وَهُوَ فُتُورٌ يَعْرِضُ لِلنَّفْسِ مِنْ كَثْرَةِ مُزَاوَلَةِ شَيْءٍ فَيُوجِبُ الْكَلَالَ فِي الْفِعْلِ وَالْإِعْرَاضِ عَنْهُ مُسْتَحِيلٌ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) : وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، قَالَهُ مِيرَكُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>