للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٢٦١ - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «مِنْ كُلَّ اللَّيْلِ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ، وَانْتَهَى وَتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ــ

١٢٦١ - (وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ) : قَالَ الطِّيبِيُّ: " مِنْ " ابْتِدَائِيَّةٌ مَنْصُوبَةٌ بِقَوْلِهِ: (أَوْتَرَ) ، أَيْ: أَوْتَرَ مِنْ كُلِّ أَجْزَاءِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: " مِنْ ". بِمَعْنَى " فِي "، أَيْ: فِي جَمِيعِ أَوْقَاتِ اللَّيْلِ أَوْتَرَ. (رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : وَقَوْلُهَا: (مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ) : بَدَلٌ أَوْ بَيَانٌ، وَالْمُرَادُ أَجْزَاءُ كُلٍّ مِنَ الثَّلَاثَةِ الْأَقْسَامِ الْمُسْتَغْرِقَةِ لِلَّيْلِ فَسَاوَتْ مَا قَبْلَهَا، وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: (مِنْ) الْأُولَى تَبْعِيضِيَّةٌ، وَ (مِنْ) الثَّانِيَةُ بَدَلٌ مِنْهَا، أَوْ بَيَانٌ بِمَعْنَى الْبَعْضِيَّةِ وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ (وَانْتَهَى وَتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ) ، أَيْ: ثَبَتَ وَتَقَرَّرَ لَهُ الْوَتْرُ وَقْتَ السَّحَرِ وَهُوَ السُّدُسُ الْآخِرُ مِنَ اللَّيْلِ عَلَى مَا فِي الْكَشَّافِ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ، أَيْ كَانَ غَالِبَ فِعْلِهِ لَهُ حِينَئِذٍ، كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ أَيْضًا رِوَايَاتٌ أُخَرُ، وَإِنَّمَا حَمَلْتُهُ عَلَى هَذَا لِيُفِيدَ فَائِدَةً لَا تُعْلَمُ مِنْ سَابِقِهِ وَهُوَ قَوْلُهُ: وَآخِرِهِ. اهـ. وَظَاهِرٌ أَنَّ السَّحَرَ لَا يُنَافِي آخِرَهُ ; لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِ السُّدُسُ الْآخِرُ، وَهُوَ يَشْمَلُ أَوَّلَ السَّحَرِ وَآخِرَهُ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) : وَرَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ، قَالَهُ مِيرَكُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>