١٢٨٦ - وَعَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ هَذَا السَّهَرَ جُهْدٌ وَثِقَلٌ، فَإِذَا أَوْتَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، فَإِنْ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، وَإِلَّا كَانَتَا لَهُ» ". رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ.
١٢٨٦ - (وَعَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ هَذَا السَّهَرَ) ، أَيْ: الَّذِي تَسْهَرُونَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ (جُهْدٌ) : بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِهَا مَشَقَّةٌ (وَثِقَلٌ) : بِكَسْرِ الْمُثَلَّثَةِ وَسُكُونِ الْقَافِ وَفَتْحِهَا، أَيْ: شَاقٌّ وَثَقِيلٌ عَلَى النُّفُوسِ الْبَشَرِيَّةِ بِحُكْمِ الْعَادَةِ الطَّبِيعِيَّةِ، (فَإِذَا أَوْتَرَ أَحَدُكُمْ) ، أَيْ: قَبْلَ النَّوْمِ إِمَّا عَلَى خِلَافِ الْأَفْضَلِ، وَإِمَّا بِعَدَمِ الْوُثُوقِ بِالِاسْتِيقَاظِ آخِرَ اللَّيْلِ، (فَلْيَرْكَعْ) ، أَيْ: فَلْيُصَلِّ (رَكْعَتَيْنِ) : قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: لَا يُنَافِي خَبَرَ: " «اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا» " إِمَّا لِأَنَّ أَوْتَرَ هُنَا بِمَعْنَى أَرَادَ، أَيْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ، (فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ) : فَلْيُوتِرْ، أَوْ لِأَنَّ الْأَمْرَ بِالرَّكْعَتَيْنِ هُنَا لِبَيَانِ الْجَوَازِ نَظِيرَ مَا مَرَّ مِنْ تَأْوِيلِ فِعْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمَا بَعْدَ الْوِتْرِ بِذَلِكَ، وَالْأَخِيرُ غَيْرُ صَحِيحٍ ; إِذْ لَمْ يُعْرَفْ وُرُودُ الْأَمْرِ لِبَيَانِ الْجَوَازِ، فَيَتَعَيَّنُ التَّأْوِيلُ الْأَوَّلَ، وَحِينَئِذٍ فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى مَنْعِ الْإِيتَارِ بِوَاحِدَةٍ وَإِلَّا ظَهَرَ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوِتْرِ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ، وَالرَّكْعَتَانِ قَبْلَهُ نَافِلَةٌ قَائِمَةٌ مَقَامَ التَّهَجُّدِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ لِقَوْلِهِ: (فَإِنْ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ) : وَصَلَّى فِيهِ فَبِهَا، أَيْ أَتَى بِالْخَصْلَةِ الْحَمِيدَةِ، وَيَكُونُ نُورًا عَلَى نُورٍ. (وَإِلَّا) ، أَيْ: وَإِنْ لَمْ يَقُمْ، أَيْ مِنَ اللَّيْلِ لِغَلَبَةِ النَّوْمِ لَهُ النَّاشِئَةِ عَنْ سَهَرِهِ فِي طَاعَةِ رَبِّهِ (كَانَتَا) ، أَيْ: الرَّكْعَتَانِ (لَهُ) ، أَيْ: كَافِيَتَيْنِ لَهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute