١٣٦٤ - وَرَوَى أَحْمَدُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: «أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَخْبِرْنَا عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مَاذَا فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ؟ قَالَ: " فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ» وَسَاقَ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ.
ــ
١٣٦٤ - (وَرَوَى أَحْمَدُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَخْبِرْنَا عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) ، أَيْ: عَنْ خَوَاصِّهِ (مَاذَا فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ؟ قَالَ: " فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ ") : قَالَ الطِّيبِيُّ: يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْخِلَالَ خَيْرَاتٌ تُوجِبُ فَضِيلَةُ الْيَوْمِ، قَالَ الْقَاضِي: خَلْقُ آدَمَ يُوجِبُ لَهُ شَرَفًا وَمَزِيَّةٍ، وَكَذَا وَفَاتُهُ، فَإِنَّهُ سَبَبٌ لِوُصُولِهِ إِلَى الْجَنَابِ الْأَقْدَسِ، وَالْخَلَاصِ عَنِ النَّكَبَاتِ، وَكَذَا قِيَامُ السَّاعَةِ؛ لِأَنَّهُ سَبَبُ وُصُولِ أَرْبَابِ الْكَمَالِ إِلَى مَا أَعَدَّ لَهُمْ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ. (وَسَاقَ) ، أَيْ: ذَكَرَهَا مُرَتَّبًا (إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ) .
وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ بِخَمْسِ خِلَالٍ الْحَصْرَ، فَإِنَّهُ وَرَدَ مِنْ طُرُقٍ أَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ عِنْدَنَا يَوْمَ الْمَزِيدِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اتَّخَذَ فِي الْفِرْدَوْسِ وَادِيًا أَفْيَحَ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ، يَجْلِسُ فِيهِ سَائِرُ الْأَنْبِيَاءِ، ثُمَّ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا رَبُّكُمْ قَدْ صَدَقْتُكُمْ وَعْدِي، فَسَلُونِي أُعْطِكُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا نَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ، فَيَقُولُ: قَدْ رَضِيتُ عَنْكُمْ وَلَكُمْ عَلَيَّ مَا تَمَنَّيْتُمْ وَلَدَيَّ مَزِيدٌ، فَهُمْ يُحِبُّونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِمَا يُعْطِيهِمْ فِيهِ رَبُّهُمْ مِنَ الْخَيْرِ ".
وَفِي رِوَايَةٍ لِلْآجُرِّيِّ: (أَنَّهُمْ يَمْكُثُونَ فِي جُلُوسِهِمْ هَذَا إِلَى مُنْصَرَفِ النَّاسِ مِنَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى غُرُفِهِمْ، وَفِي أُخْرَى لَهُ: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا نَزَلُوا بِفَضْلِ أَعْمَالِهِمْ، فَيُؤْذَنُ لَهُمْ فِي مِقْدَارِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، فَيَزُورُونَ اللَّهَ فَيَبْرُزُ لَهُمْ عَرْشُهُ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَيُوضَعُ لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ يَاقُوتٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ فِضَّةٍ وَيَجْلِسُ أَدْنَاهُمْ، وَمَا فِيهِمْ أَدْنَى عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ وَالْكَافُورِ، وَمَا يَرَوْنَ أَصْحَابَ الْكُرْسِيِّ بِأَفْضَلَ مِنْهِمْ مَجْلِسًا) الْحَدِيثَ. وَفِي أُخْرَى لَهُ أَيْضًا: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَزُورُونَ رَبَّهُمْ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ، فِي رِمَالِ الْكَافُورِ، وَأَقْرَبُهُمْ مِنِّي مَجْلِسًا أَسْرَعُهُمْ إِلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأَبْكَرُهُمْ غُدُوًّا اهـ. وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ مُنَزَّهٌ عَنِ الْمَسَافَةِ وَالْجِهَةِ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ كِنَايَةٌ عَنِ الْمَكَانَةِ وَالْقُرْبَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute