مَكْرُوهٍ، وَمَعْلُومًا أَيْ: يَجْعَلُهُ ذَا مُصِيبَةٍ لِيُطَهِّرَهُ بِهَا مِنَ الذُّنُوبِ، وَلِيَرْفَعَ بِهَا دَرَجَتَهُ. وَقَالَ النَّوَوِيُّ: ضَبَطُوهُ بِفَتْحِ الصَّادِ وَكَسْرِهَا. قَالَ الطِّيبِيُّ: الْفَتْحُ أَحْسَنُ لِلْأَدَبِ كَمَا قَالَ: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: ٨٠] وَقَالَ مِيرَكُ: يُصِبْ مَجْزُومٌ ; لِأَنَّهُ جَوَابُ الشَّرْطِ أَيْ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا أَوْصَلَ إِلَيْهِ مُصِيبَةً، فَمِنْ لِلتَّعْدِيَةِ يُقَالُ: أَصَابَ زَيْدٌ مِنْ عَمْرٍو أَيْ: أَوْصَلَ إِلَيْهِ مُصِيبَةً. قَالَ الْقَاضِي: الْمَعْنَى مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا أَوْصَلَ إِلَيْهِ مُصِيبَةً لِيُطَهِّرَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَلِرَفْعِ دَرَجَتِهِ، وَالْمُصِيبَةُ اسْمٌ لِكُلِّ مَكْرُوهٍ يُصِيبُ أَحَدًا. وَقَالَ زَيْنُ الْعَرَبِ أَيْ: نِيلَ بِالْمَصَائِبِ مِنَ اللَّهِ. وَقَالَ الْفَائِقُ أَيْ: يَنَلْ مِنْهُ بِالْمَصَائِبِ، فَالضَّمِيرُ لِمَنْ. وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ: يَبْتَلِيهِ بِالْمَصَائِبِ فَهُوَ حَاصِلُ الْمَعْنَى. (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute