للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨٧٨ - وَعَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " «إِنَّ ثَلَاثَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى، فَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأَتَى الْأَبْرَصَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ "، قَالَ: " فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ وَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا

قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْإِبِلُ أَوْ قَالَ الْبَقَرُ " - شَكَّ إِسْحَاقُ - إِلَّا أَنَّ الْأَبْرَصَ أَوِ الْأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهُمَا: الْإِبِلُ وَقَالَ الْآخَرُ: الْبَقَرُ، قَالَ: " فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا "، قَالَ: " فَأَتَى الْأَقْرَعُ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ "، قَالَ: " فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ "، قَالَ: " وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْبَقَرُ، فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلًا، قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا "، قَالَ: " فَأَتَى الْأَعْمَى فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرَ بِهِ النَّاسَ "، قَالَ: " فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْغَنَمُ، فَأُعْطِيَ شَاةً وَالِدًا، فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا، فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنِ الْإِبِلِ وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْبَقَرِ وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْغَنَمِ "، قَالَ: " ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ قَدِ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ لِيَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ

أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ بِهِ فِي سَفَرِي، فَقَالَ: الْحُقُوقُ كَثِيرَةٌ، فَقَالَ: إِنَّهُ كَأَنِّي أَعْرِفُكَ، أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ مَالًا؟ فَقَالَ: إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا الْمَالَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ " قَالَ: " وَأَتَى الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَى هَذَا، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ " قَالَ: " وَأَتَى الْأَعْمَى فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ لِيَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي، فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَخُذْ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ فَوَاللَّهِ لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ، فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رَضِيَ عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ» ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ــ

١٨٧٨ - (وَعَنْهُ) أَيْ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «إِنَّ ثَلَاثَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى» ) مَنْصُوبَاتٌ عَلَى الْبَدَلِيَّةِ مِنْ " ثَلَاثَةً " ( «فَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ» ) أَيْ: يَمْتَحِنَهُمْ لِيَعْرِفُوا أَنْفُسَهُمْ أَيْ: لِيَعْرِفَهُمُ النَّاسُ أَوْ لِيَعْلَمَ - تَعَالَى - أَحْوَالَهُمْ عِلْمَ ظُهُورٍ كَمَا يَعْلَمُهَا عِلْمَ بُطُونٍ، قَالَ الطِّيبِيُّ: هُوَ خَبَرُ إِنَّ عِنْدَ مَنْ يُجَوِّزُ دُخُولَ الْفَاءِ فِي خَبَرِهَا، وَمَنْ لَمْ يُجَوِّزْ قَدَّرَ الْخَبَرَ أَيْ: فِيمَا أَقُصُّ عَلَيْكُمْ، فَقَوْلُهُ فَأَرَادَ تَفْسِيرٌ لِلْمُجْمَلِ، وَلَوْ رُفِعَ " أَبْرَصَ " وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ بِالْخَبَرِيَّةِ تَعَيَّنَ لِلتَّفْسِيرِ اهـ. يَعْنِي أَنَّ رَفْعَهَا بِتَقْدِيرِ أَحَدِهِمْ أَبْرَصَ أَوْ مِنْهُمْ أَبْرَصُ ( «فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا» ) أَيْ: فِي صُورَةِ رَجُلٍ مِسْكِينٍ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ الْآتِي فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ ( «فَأَتَى الْأَبْرَصَ فَقَالَ» ) أَيِ: الْمَلَكُ ( «أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ» ) أَيْ: مِنَ الْأَحْوَالِ (قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ) كَالْبَيَاضِ (وَجِلْدٌ حَسَنٌ) أَيْ نَاعِمٌ طَرِيٌّ (وَيَذْهَبُ عَنِّي) بِالرَّفْعِ كَقَوْلِهِ أَحْضُرُ الْوَغَى، وَفِي نُسْخَةٍ عَلَيَّ بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ: يَزُولُ عَنِّي ( «الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ» ) بِكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ: كَرِهُوا مُخَالَطَتِي مِنْ أَجْلِهِ وَهُوَ الْبَرَصُ (قَالَ) أَيِ: النَّبِيُّ (فَمَسَحَهُ) أَيِ: الْمَلَكُ ( «فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ» ) بِفَتْحَتَيْنِ ( «وَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا، قَالَ» )

<<  <  ج: ص:  >  >>