للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨٨٠ - «وَعَنْ مَوْلًى لِعُثْمَانَ قَالَ: أُهْدِيَ لِأُمِّ سَلَمَةَ بُضْعَةٌ مِنْ لَحْمٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعْجِبُهُ اللَّحْمُ فَقَالَتْ لِلْخَادِمِ: ضَعِيهِ فِي الْبَيْتِ لَعَلَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْكُلُهُ، فَوَضَعَتْهُ فِي كَوَّةِ الْبَيْتِ، وَجَاءَ سَائِلٌ فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ: تَصَدَّقُوا بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ، فَقَالُوا: بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، فَذَهَبَ السَّائِلُ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " يَا أَمَّ سَلَمَةَ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ أَطْعَمُهُ " فَقَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ لِلْخَادِمِ: اذْهَبِي فَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذَلِكِ اللَّحْمِ، فَذَهَبَتْ فَلَمْ تَجِدْ فِي الْكَوَّةِ إِلَّا قِطْعَةَ مَرْوَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " فَإِنَّ ذَلِكَ اللَّحْمَ عَادَ مَرْوَةً لِمَا لَمْ تُعْطُوهُ السَّائِلَ " رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ» .

ــ

١٨٨٠ - (وَعَنْ مَوْلًى لِعُثْمَانٍ قَالَ: أُهْدِيَ لِأُمِّ سَلَمَةَ بُضْعَةٌ) بِضَمِّ الْبَاءِ وَتُكْسَرُ أَيْ: قِطْعَةٌ (مِنْ لَحْمٍ) وَهِيَ مَطْبُوخَةٌ ( «وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعْجِبُهُ اللَّحْمُ» ) جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ (فَقَالَتْ لِلْخَادِمِ) وَهُوَ وَاحِدُ الْخَدَمِ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى لِجَرْيِهِ مَجْرَى الْأَسْمَاءِ وَهُوَ هُنَا أُنْثَى لِقَوْلِهِ (ضَعِيهِ) أَيِ: اللَّحْمَ ( «فِي الْبَيْتِ لَعَلَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْكُلُهُ، فَوَضَعَتْهُ» ) أَيِ: الْخَادِمُ (فِي كَوَّةِ الْبَيْتِ) بِفَتْحِ الْكَافِ وَتُضَمُّ أَيْ: فِي ثُقْبِهِ وَطَاقِهِ ( «وَجَاءَ سَائِلٌ فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ» ) أَيِ: السَّائِلُ (تَصَدَّقُوا) أَيْ: يَا أَهْلَ الْبَيْتِ ( «بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ، فَقَالُوا: بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» ) فِيهِ تَعْرِيضٌ بِالسُّؤَالِ بِلَفْظِ الدُّعَاءِ مِنَ السَّائِلِ وَالتَّعْرِيضُ بِهِمَا مِنَ الْمَسْئُولِ ( «فَذَهَبَ السَّائِلُ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا أَمَّ سَلَمَةَ هَلْ عِنْدَكُمْ» ) فِيهِ تَعْظِيمٌ أَوْ تَغْلِيبٌ أَوِ الْتِفَاتٌ وَالِاسْتِفْهَامُ مُقَدَّرٌ أَيْ: أَعِنْدَكُمْ (شَيْءٌ أَطْعَمُهُ؟) أَيْ: آكُلُهُ ( «فَقَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ لِلْخَادِمِ: اذْهَبِي فَأْتِي» ) أَيْ: فَهَاتِي (رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذَلِكِ اللَّحْمِ) بِكَسْرِ الْكَافِ وَيُفْتَحُ ( «فَذَهَبَتْ فَلَمْ تَجِدْ فِي الْكَوَّةِ إِلَّا قِطْعَةَ مَرْوَةٍ» ) بِسُكُونِ الرَّاءِ أَيْ: حَجَرٌ أَبْيَضُ بَرَّاقٌ، وَقِيلَ: هِيَ مَا يَقْدَحُ مِنْهُ النَّارُ ( «فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فَإِنَّ ذَلِكِ اللَّحْمَ» ) بِكَسْرِ الْكَافِ وَفَتْحِهَا (عَادَ) أَيْ: صَارَ (مَرْوَةً لِمَا) بِكَسْرِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ، وَبِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ (لَمْ تُعْطُوهُ) أَيْ: مِنْهُ (السَّائِلَ) (رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>