للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢١٤٧ - وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا وَقَلْبُ الْقُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ» " رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالدَّارِمِيُّ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.

ــ

٢١٤٧ - (وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ الْقُرْآنِ) ، أَيْ لُبُّهُ وَخَالِصُهُ الْمُودَعُ فِيهِ الْمَقْصُودُ (يس) ، أَيْ سُورَتُهَا لِأَنَّ أَحْوَالَ الْقِيَامَةِ مَذْكُورَةٌ فِيهَا مُسْتَقْصَاةٌ بِحَيْثُ لَمْ تَكُنْ فِي سُورَةٍ سِوَاهَا مِثْلَ مَا فِيهَا، وَلِذَا خُصَّتْ بِالْقِرَاءَةِ عَلَى الْمَوْتَى أَوْ لِكَوْنِ قِرَاءَتِهَا تُحْيِيِ قُلُوبَ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ وَتُقَلِّبُهَا مِنَ الْغَفْلَةِ إِلَى الطَّاعَاتِ وَالْعِبَادَاتِ، وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: أَيْ لَوْ أَمْكَنَ أَنْ يَكُونَ لَهُ قَلْبٌ لَكَانَ " يس " قَلْبُهُ، قُلْتُ: هَذَا قَلْبُ الْكَلَامِ وَلَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ، وَمَا أَطْيَبَ مَا ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ أَنَّهُ لِاحْتِوَائِهَا مَعَ قَصْرِهَا عَلَى الْبَرَاهِينِ السَّاطِعَةِ وَالْآيَاتِ الْقَاطِعَةِ وَالْعُلُومِ الْمَكْنُونَةِ وَالْمَعَانِي الدَّقِيقَةِ وَالْمَوَاعِيدِ الْفَائِقَةِ وَالزَّوَاجِرِ الْبَالِغَةِ اهـ وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ لِمَنْ لَمْ يُدْرِكِ الْحَقَائِقَ وَالْمَعَانِي، وَنَظَرُهُ الْمَحْسُوسُ مَحْصُورٌ عَلَى الْأَلْفَاظِ وَالْمَبَانِي أَنَّهُ سُمِّيَ قَلْبًا لِوُقُوعِهِ فِي الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ مَعَ السَّبْعِ الْمَثَانِي أَوْ لِكَوْنِ جُمْلَةٍ فِيهَا تُقْرَأُ طَرْدًا وَعَكْسًا وَهِيَ (كُلٌّ فِي فَلَكٍ) وَلَا يَلْزَمُ الِاطِّرَادُ فِي وَجْهِ التَّسْمِيَةِ حَتَّى لِمُجَرَّدِ أَنَّهَا وَرَدَتْ فِي غَيْرِهَا أَيْضًا، وَالْأَحْسَنُ مَا قَالَ الْغَزَالِيُّ: إِنَّ الْإِيمَانَ صِحَّتُهُ بِالِاعْتِرَافِ بِالْحَشْرِ وَالنَّشْرِ وَهُوَ مُقَرَّرٌ فِيهَا بِأَبْلَغِ وَجْهٍ فَكَانَتْ قَلْبَ الْقُرْآنِ لِذَلِكَ، وَاسْتَحْسَنَهُ الْفَخْرُ الرَّازِّيُّ، وَقَالَ النَّسَفِيُّ: لِأَنَّهَا لَيْسَ فِيهَا إِلَّا تَقْرِيرُ الْأُصُولِ الثَّلَاثَةِ

<<  <  ج: ص:  >  >>