للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى يُفْضِيَ) : بِضَمِّ الْيَاءِ أَيْ: يَصِلَ (إِلَى الْعَرْشِ مَا اجْتَنَبَ) أَيْ: صَاحِبُهُ (الْكَبَائِرَ) : وَفِي نُسْخَةٍ بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ وَرَفْعِ الْكَبَائِرِ. قَالَ الطِّيبِيُّ: الْحَدِيثُ السَّابِقُ دَلَّ عَلَى تَجَاوُزِهِ مِنَ الْعَرْشِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى - وَالْمُرَادُ مِنْ ذَلِكَ سُرْعَةُ الْقَبُولِ وَالِاجْتِنَابُ عَنِ الْكَبَائِرِ شَرْطٌ لِلسُّرْعَةِ، لَا لِأَجْلِ الثَّوَابِ وَالْقَبُولِ. اهـ. أَوْ لِأَجْلِ كَمَالِ الثَّوَابِ، وَأَعْلَى مَرَاتِبِ الْقَبُولِ لِأَنَّ السَّيِّئَةَ لَا تُحْبِطُ الْحَسَنَةَ، بَلِ الْحَسَنَةُ تُذْهِبُ السَّيِّئَةَ، وَهَذَا الْمَعْنَى لِهَذَا الْحَدِيثِ هُوَ الْمُطَابِقُ لِلْحَدِيثِ السَّابِقِ، فَقَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ: إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَيْ: لِرُوحِهِ عَقِبَ مَوْتِهِ. تَقْدِيرٌ فِي غَيْرِ مَحِلِّهِ مِنْ غَيْرِ احْتِيَاجٍ إِلَيْهِ، ثُمَّ تَعْلِيلُهُ بِقَوْلِهِ: لِأَنَّهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُمْ يُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، بِخِلَافِ الْكُفَّارِ لَا يُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ. غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ لِتَقْيِيدِ الْحَدِيثِ بِقَوْلِهِ: " مَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ " عَلَى مَا هُوَ الظَّاهِرُ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ) : وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>