للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي الْهِدَايَةِ: أَنَّ الْجَرَادَ مِنْ صَيْدِ الْبَرِّ. قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ: عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَيُشْكِلُ عَلَيْهِ مَا فِي أَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّةٍ أَوْ غَزْوَةٍ، فَاسْتَقْبَلَنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُ بِسِيَاطِنَا وَقِسِيِّنَا، فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " كُلُوهُ، فَإِنَّهُ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ» ". وَعَلَى هَذَا لَا يَكُونُ فِيهِ شَيْءٌ أَصْلًا، لَكِنْ تَظَاهَرَ عَنْ عُمَرَ إِلْزَامُ الْجَزَاءِ فِيهَا. فِي الْمُوَطَّأِ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عُمَرَ عَنْ جَرَادَةٍ قَتَلَهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ: - تَعَالَى - حَتَّى تَحْكُمَ، فَقَالَ كَعْبٌ: دِرْهَمٌ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّكَ لَتَجِدُ الدَّرَاهِمَ لَتَمْرَةٌ خَيْرٌ مِنْ جَرَادَةٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْهُ بِقِصَّتِهِ، وَتَبِعَ عُمَرُ أَصْحَابَ الْمَذَاهِبِ - وَاللَّهُ - تَعَالَى - أَعْلَمُ اهـ.

أَقُولُ لَوْ صَحَّ حَدِيثُ أَبِي دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيِّ الْمَذْكُورُ سَابِقًا، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْأَحَادِيثِ بِأَنَّ الْجَرَادَ عَلَى نَوْعَيْنِ: بِحْرِيٌّ وَبَرِّيٌّ، فَيُعْمَلُ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا بِحُكْمِهِ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ) : وَسَنَدُهُ ضَعِيفٌ بِالِاتِّفَاقِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>