٢٧٢٢ - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «كَأَنِّي بِهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا» ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ــ
٢٧٢٢ - (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: كَأَنِّي بِهِ) : أَيْ: مُلْتَبِسٌ إِلَيْهِ وَانْظُرُ إِلَيْهِ، يُرِيدُ بِهِ مَنْ يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ، وَكَأَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - ذَكَرَهُ بَعْدَمَا ذَكَرَ أَنَّهُ يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ أَحَدٌ، وَأَمَّا مَا قَالَهُ الْمُظْهِرُ مِنْ أَنَّ الضَّمِيرَ الْمَجْرُورَ رَاجِعٌ إِلَى الْمَذْكُورِ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَغَيْرُ ظَاهِرٍ، إِذْ لَمْ يُعْرَفِ اتِّصَالُ الْحَدِيثَيْنِ لَا سِيَّمَا مَعَ اخْتِلَافِ الرِّوَايَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: وَالْأَوْلَى أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ ضَمِيرٌ مُبْهَمٌ يُفَسِّرُهُ مَا بَعْدَهُ، وَفِيهِ أَنَّهُ لَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ تَفْسِيرًا لَهُ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يُقَالَ التَّقْدِيرُ: كَأَنِّي بِرَجُلٍ أَسْوَدَ أَفْحَجَ إِلَخْ. (أَسْوَدَ) : وَهُوَ غَيْرُ مَذْكُورٍ فِي الْمَصَابِيحِ، ثُمَّ هُوَ إِمَّا بَدَلٌ مِنَ الضَّمِيرِ الْمَجْرُورِ فِي بِهِ، أَوْ حَالٌ عَنْهُ، وَكَذَا قَوْلُهُ: (أَفْحَجَ) : بِتَقْدِيمِ الْحَاءِ عَلَى الْجِيمِ، وَهُوَ الَّذِي يَتَدَانَى صُدُورُ قَدَمَيْهِ وَيَتَبَاعَدُ عَقِبَاهُ، وَيَتَفَحَّجُ سَاقَاهُ، وَمَعْنَاهُ يَتَفَرَّجُ، وَالْفُحْجُ بِجِيمَيْنِ فَتْحُ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ، وَهُوَ أَقْبَحُ مِنَ الْفَحْجِ (يَقْلَعُهَا) : أَيْ: بِنَاءَ الْكَعْبَةِ (حَجَرًا حَجَرًا) : حَالَانِ نَظِيرُ بَوَّبْتُهُ بَابًا بَابًا، ذَكَرَهُ ابْنُ حَجَرٍ. وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُمَا بَدَلَانِ عَنْ ضَمِيرِ الْكَعْبَةِ، وَالْمُرَادُ بِهَا بِنَاؤُهَا، وَأَيْضًا الْحَجَرُ جَامِدٌ، وَالْبَابُ مُشْتَقٌّ فَلَا يُقَالُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ فَتَدَبَّرْ، ثُمَّ قِيلَ: وَيَرْمُونَهَا فِي الْبَحْرِ، وَقَدِ اتَّفَقَ الْمُهَنْدِسُونَ أَنَّ بَقَاءَهُمَا الْمُدَّةَ الْمَدِيدَةَ مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَةِ الْعَدِيدَةِ. (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute